الاعتماد ..لا يكفي

18 أفريل 2018

«الجمعية « لا تعني أبدا وثائق وخواتم، وغيرها من اللواحق التي يحملها أصحابها، في محافظهم يتنقلون في كل الاتجاهات وتجدهم في كل الأماكن، إما للمطالبة بإعانات مالية أو التوسّل عند المسؤولين المحليين من أجل قاعة لتنظيم نشاط معين، أو إدراجهم في قائمة المنتمين إلى تلك التي تلقى الدعم كل سنة.
هذه المعاينة للأسف، تطغى على جمعياتنا، إلا البعض من الإستثناءات النادرة، حسب الاختصاص، وانطلاقا من هذه الحالة المشار إليها فإن الكثير منها توارى عن الأنظار وانسحبت بشرف من هذه العمل المتعب، والمنهك في آن واحد.
وإلى غاية يومنا هذا، فإن الرقم الذي ما فتئ يعلن عن عدد الجمعيات غير مستقر بتاتا، تارة ٩٠ ألفا وتارة أخرى ٦٠ ألفا وفي كل مرة يتراجع بحوالي ١٠ آلاف أو ٢٠ ألفا أو أكثر، لماذا يا ترى؟ الظاهر أن هناك من قفز على دعوة وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية القاضية بإجراءات المطابقة مع القوانين الجديدة وهناك من حل نفسه بنفسه، دون إشعار أي طرف، أو قرار الابتعاد عن هذا الميدان بعدما تبين له بأنه يتطلّب الكثير من الالتزامات تجاه الآخر.. خاصة مع إدخال عناصر جديدة منها الاستعانة بمحافظ الحسابات، وإيداع الأوراق المقرّرة في هذا الشأن..
ناهيك عن شروط أخرى ..لم يستطع تحمل آثارها الكثير ممن اعتقدوا بأن هذه الفضاءات مصدرا للثراء.
ومن الخطأ الفادح مسح هذه الوضعية على كل الجمعيات بل هناك من تعمل في صمت بعيدا عن الأضواء.. متغلغلة في أعماق المجتمع تساعد قدر المستطاع الفئات الهشة على التخفيف من انشغالاتها الحادة أو تسعى لحماية أو لحفظ إندثار المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية.
وذكر مفهوم الجمعيات ليس حكرا على مناطق دون أخرى بل أن جنوبنا الكبير يزخر بها، وسنحاول من خلال هذا الملف أن نتناول نشاط هذه الفضاءات المنظمة بداخل المجتمع سواء في حضورها الملاحظ أو في تواجدها المسجل، وما مدى قدرتها على استقطاب الفرد من أجل خدمة المجموعة بالشكل الذي يأمله أو يتطلّبه طبيعة القطاع المعني، زيادة على إبراز مدى فعالية العمل المنجز خاصة في مناطق تستدعي الكثير من هذه الأطر الممثلة لفسيفساء تلك الجهات.
لذلك، فإن الجمعيات ليست دائما ذات طابع مطلبي أي تبحث عن مواجهة الآخر بل شغلها الشاغل هو مساعدة المجتمع على حل مسائل معقدة تتطلب المزيد من تضافر الجهود، من طرف الجميع كما تسهّل على السلطات العمومية التكفل بفئات أو تخصصات معينة ومتابعة أوضاعها في الميدان.

القسم المحلي

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024