ان درجة الشهيد عند الله عالية الى درجة أن القرآن الكريم وصفهم بالأحياء رغم موتهم و في هذا وعد من الله عز و جل أن الموت لا ينال من الذين قتلوا في سبيله بل ان الحياة عنده تكمن في موتهم و هذه سنة الله التي لا يصل اليها ادراك العباد.
نحيي اليوم ذكرى مقدسة تستمد قداستها من ارواح الشهداء الابرار الذين سقوا هذه الارض الطيبة بدمائهم فمحت آثار القدم الهمجية التي دنستها لما يزيد عن القرن و لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نرد فضل من قدموا أنفسهم رخيسة فداءا للوطن و أي شيء أغلى من الروح يقدمه أحدنا ؟ و هنا تكمن عظمة هؤلاء.
أقل شيء نقدمه لشهداء الجزائر البررة هو أن نخلّد رسالتهم في حب الوطن و التضحية من أجله و الحفاظ على امانتهم و لكي نؤديها على الوجه الأكمل يجب ان نستشعر حضور أرواح الشهداء بيننا حتى لا نفرّط في أمانتهم أو نتراخى في أدائها و هذا بالقيام بالممكن و المستحيل حتى تكون رسالتهم نصب أعيننا دائما و كأنهم يعيشون بين ظهرانينا.
الشهداء لا ينتظرون منا أكثر من التمعن في مضمون رسالتهم و من ضمن هذه الرسائل أن أحدهم قبل اعدامه حمّل أحد رفقائه في الزنزانة بأن يقرىء أهله السلام و يبلغهم بأنه استشهد من أجل الجزائر و لولا ذلك ما كان ليتركهم، فأي قناعة و أي فلسفة هذه التي يرخس امامها كل شيء عندما يتعلق الأمر بالوطن؟ وهذا سر بقائهم أحياء.
انها الرسالة التي لا يجب أن تموت أو تندثر مهما كان الثمن و لكي نصل الى ذلك يجب ان نحافظ عليها بالحفاظ على ذاكرة من سطروها بدمائهم الزكية لتحيا الجزائر. فالمجد و الخلود لشهدائنا الابرار.