يعدّ من بين لاعبي وسط الميدان الموهوبين في تاريخ الكرة الجزائرية، إنه اللاعب الأنيق فوق الميدان وخارجه جمال تلمساني، الذي أبدع في مسيرة ذهبية في البطولة الوطنية والمنتخب الوطني وكذا تجربته الاحترافية الناجحة.
جمال تلمساني من مواليد 16 أفريل 1955، بالمدية لعب من جيل السبعينيات والثمنينيات من القرن الماضي، الذي كان يتميّز بالمنافسة الشديدة على المناصب في المنتخب الوطني، خاصة في وسط الميدان بوجود كل من بلومي، مزياني، بن بوثلجة، خلوفي، بن شيخ... ووسط كل هؤلاء اللاعبين تمكّن تلمساني من كسب مكان مميّز ويعتبره المختصون من ضمن أفضل اللاعبين الذين حملوا القميص رقم 10 في الكرة الجزائرية، بالنظر لموهبته الكبيرة باعتماده على المراوغات ورؤية جيدة للعب وتمرير الكرة الحاسمة إلى جانب الفعالية الكبيرة في منطقة العمليات.
بدأ تلمساني مشواره الكروي بنادي أولمبي المدية في الفئات الصغرى، قبل أن ينتقل عام 1973 إلى الفريق الكبير شباب بلوزداد الذي بدأ معه مسيرة ذهبية امتدت إلى غاية 1979، رغم أنه كان لاعبا شابا إلا أنه حجز مكانه ضمن فريق الأكابر إلى جانب لاعبين كبار... واختار اللاعب البارع الاحتراف بنادي رامس الفرنسي، المعروف بتفضيله للعب الهجومي والفنيات.. لذا كان تلمساني في محيط مناسب لتقديم امكانياته الكبيرة.
ومباشرة بعد مونديال اسبانيا 1982 انتقل تلمساني إلى نادي روان الذي لعب منه لمدة موسمين، وهنا عرف شهرة كبيرة باختياره أحسن لاعب رقم 10 في البطولة الفرنسية عام 1983، حيث تألق بشكل ملفت للانتباه.
وتحوّل تلمساني إلى نادي تولون في عام 1984 ولم يلعب سوى موسم واحد وانتقل إلى نادي لاشو دو فون السويسري.. وعاد إلى فرنسا من نادي كامبير ولعب أيضا لنادي ران وفيلكران ولوريون، هذا النادي الذي أنهى فيهمشواره الكروي عام 1990. ولعب تلمساني مقابلات كبيرة مع الفريق الوطني منذ عام 1982 إلى غاية 1985، حيث شارك في مونديال اسبانيا، لكنه لعب حوالي 20 دقيقة في مباراة الجزائر ـ النمسا عندما عوّض فرقاني.. والكل أنذاك كان ينتظر أن يكون تلمساني من بين اللاعبين الذين يلعبون كأساسيين بالنظر لإمكانياتهم الكبيرة.
وحمل تلمساني قميص «الخضر» في 17 مناسبة من بينها 9 مقابلات رسمية، في حين أن مسيرته الاحترافية عرفت مشاركته في الدرجة الأولى الفرنسية في 84 مباراة، وخاض 123 مقابلة في الدرجة الفرنسية الثانية ضمن الأندية التي لعب لها .. وسجل حوالي 100 هدف في مشواره الكروي لدى الأكابر.
وكل عشاق «اللعب الجميل» يتذكرون تلك «اللمسة المميّزة» للكرة من طرف تلمساني الذي كان يلعب بشكل ممتاز في وسط الميدان وكذا في الجناح الأيسر حيث كان يعطي اختيارات كثيرة للمدربين الذين أشرفوا على تدريبه على مستوى الأندية أو الفريق الوطني.