حصاد الخميـس

من رڤان إلى موريس… جرائم لا تموت بالتقادم

بقلم : نور الدين لعراجـــي
14 فيفري 2018

شكلت الإضرابات الأخيرة لقطاعي الصحة والتربية أهم حدث طرأ على المشهد العام السياسي والإجتماعي منه، في ظل بعض المبادرات لاحتضان هذا الانفلات والانزلاق، إلا أنها لم تستطع وقف هذا النزوح عبر مستشفياتنا ومؤسساتنا التربوية التعليمية.
وتبقى النقابات تمارس حقها المكرس دستوريا، لكن على حساب صحة المريض وإهمال التلميذ، ولعل الكثير من المشاهد التي نقلتها بعض وسائل الإعلام، وتحدثت عنها لأطباء يمارسون مهنتهم في مستشفيات تابعة للقطاع الخاص، لأكبر إهانة للضمير المهني والأخلاقي الذي كان يجب أن يكون فيصلا في مثل هذه الحالات.
وقد وقفنا على بعض منها لأساتذة مضربين، ممن قاطعوا التدريس بمؤسساتهم الأصلية، تلك التي توفر لهم أجرة دائمة، ولكنهم يزاولون مهامهم في إطار دروس الدعم ويقبضون بذلك أضعافا مضاعفة لأجرتهم الشهرية.
صحيح أن الظاهرة موجودة ومتفشية في مجتمعنا بشكل يطرح تساؤلات حول أخلاقيات المهنة، والممارسة النقابية داخل الأطر القانونية، فالإضراب يسمى الامتناع عن ممارسة المهنة سواء في القطاع العام أو الخاص، وليس العكس، مثلما يعمل به البعض من هؤلاء، وهنا يبقى التساؤل مطروحا، إلى متى تبقى مثل هذه السلوكات تنخر مجتمعاتنا إذا كان الإضراب حقا دستوريا فإن ضمان الحد الأدنى من الخدمة يجب أن يتوفر في معظم مستشفياتنا، وإلزامية التدريس، تفرضها الأدبيات والأخلاق، قبل أن يكون الضمير يحمل مهنية صاحبه.
أت كان التعميم لمثل هذه الحالات غير وارد فإن البعض منها قد أفلت من سلطة العقاب، ولكنها تبقى كالوجع وتأنب ضمير صاحبها.
تمر اليوم الذكرى الـ٥٨ من التفجيرات النووية ، في الصحراء الجزائرية، جريمة ضد الانسانية إقترفتها فرنسا ولازالت آثارها إلى اليوم ماثلة على النسل والحرث، جريمة بكل الأوصاف إستعملت فيها اليربوع الأزرق وجعلت البشر فئرانا لتجاربها.
إنه هولوكست بوجه جديد، ترفضه المعاهدات والمواثيق الدولية وتصنفه جريمة ضد الانسان.
ومهما حاولت فرنسا الهروب من جرائمها، فإن يد الحقيقة وراءها أينما حاولت تزيين صورتها.
ولعل إغتيال مناضل القضية الجزائرية موريس أودان سوف تفجر الماضي السيئ لفرنسا، خاصة وأن بعض النواب في البرلمان الفرنسي مؤخرا طالبوا بكشف حقيقة إغتياله، بناء على شهادة مجند فرنسي في حرب التحرير يعتقد أنه من قام بدفن جثة موريس في الجزائر وهذا شاهد آخر على وحشية فرنسا الإستعمارية.
الشهادة التاريخية للجندي الفرنسي ستكشف لا محالة الصورة الحقيقية للإدارة الإستعمارية أثناء حرب التحرير، وستكون حلقة مفصلية لمحاكمتها على جرائمها ضد الإنسانية، في اليوم الوطني للشهيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024