تعيش الكثير من الدول والبلدان على عائدات الثقافة السياحية بإعتبارها ركيزة إشهارية، تروج لحاضر الدول وماضيها، ولعل المآثر والمعالم والمنارات من مساجد عتيقة، ودور عثمانية وإسبانية وحضارات مختلفة البنى، تفصلها تلك المنمنمات من الحقب التاريخية، السابقة مشكلة تحفة فنية، من الموزاييك.
تشكل السياحة الثقافية موردا إقتصادا هاما، في موازنة الخزينة العمومية، ويمكن للمتاحف والمكتبات المساهمة في تحفيز الجمهور لزيارتها والتعرف على ماضي الأمم السابقة، والأمر نفسه بالنسبة للمخطوطات القديمة، والنادرة، الموجودة في جنوبنا الكبير، وفي الزوايا القديمة.
إن التفكير في بعث السياحة الثقافية ومواكبتها بالتشجيع وإحياء المبادرات، من شأنه أن يرسم سياسة ثقافية تكون محفزا للإقتصاد العادي.
تعتبر الجزائر من بين أهم بلدان شمال إفريقيا موقعا جغرافيا وقيمة حضارية، إذ تتوسط ضفة المتوسط، وتمتاز بطبيعة متميزة إذ هي صيفية معتدلة بإمتياز وأحيانا تحوز على ٤ فصول في يوم واحد ما يمكن الزوار والضيوف من الحج إليها والتعرف على هذه الآثار والمعالم، والمحطات التاريخية، وزيارة المدن القديمة كالقصبة بالعاصمة ودلس وورڤلة، والمدن الأخرى كالأغواط وتلمسان وقسنطينة وغرداية.
عندما تتوفر الإرادة في بلوغ أي شيء، فلا يمنعها من ذلك أي حاجز مهما كان.
كيف نروج لثقافتنا سياحيا، تلك مسألة تحتكم إلى تقاسم الأدوار بين القطاعات المعنية من جهة، وبين العمل في حد ذاته إذ لابد أن ينطلق من قناعة مطلقة عن طريق البرامج واللافتات والمطويات والصور التي يفترض تسليمها بالمطارات الدولية، لكل السواح الأجانب، وضرورة إلتزام أصحاب الوكالات السياحية بتوزيعها على هؤلاء القادمين إلى الجزائر، ليتعرفوا على أهم هذه المعالم، وإدراجها ضمن برامج العملية السياحية، ناهيك عن ترجمتها إلى كل لغات العالم، حيث يحملها هؤلاء إلى بلدانهم كوثيقة الجزائر.
الأمر لا يقتصر على هؤلاء الشركاء بل يحتاج إلى عملية إيصالية تحفز الأجانب على زيارة هذه المواطن، وتقديم خدمات تكون في المستوى المطلوب بدءا من أول خطوة يضعها السائح الأجنبي إلى أثناء مغادرته البلد، لتكون الصورة صادقة وأكبر إجابة عن عظمة البلد.
