الجنوب الكبير ورشة مفتوحة اليوم على التّنمية بمفهومها الشّامل والمدمج في آن واحد، منطلقها مبني أساسا على الفلاحة الرّهان الواعد الذي فرض نفسه ليصبح النّموذج على كل لسان، والعيّنات بارزة في هذا الشّأن كالوادي، أدرار، بسكرة وورقلة، البقية تأتي مع الوقت.
في صفحتنا هذه المخصّصة للجنوب ستكون مرآة عاكسة للحركة التّنموية في هذه المناطق الحيوية من خلال موافاة مراسلينا بالتّحولات الجذرية التي تشهدها هذه الفضاءات على الصّعيد المحلي، من وثبة تحتاج من الإعلام أن يكون مرافقا لها من ناحية إبراز كل تلك القدرات الخلاّقة والكامنة التي حوّلت أرضا جرداء إلى إخضرار على مساحات هائلة.
وعلينا قلب الصّورة على أن يدرك الإعلاميّون بأن الجنوب ليس تهريبا بل أنّه دخل في سيرورة إقتصادية جديدة، إذا ما وقفنا على المنتوح النّوعي والتّنافسي القابل أو بالأحرى المطلوب للتّصدير، استنادا إلى الولايات النّموذجية المذكورة سالفا،وبالإمكان أن تسير الأخرى على هذا النّحو النّاجع.
ولابد من القول هنا بأنّ على الإعلام الوطني مرافقة هذه القفزة المهنية في قطاع الفلاحة خاصة وإطلاع الرأي العام والجمهور بالمجهود الجبّار، والعمل الدقيق الذي ينجز في الجنوب، وهذا في هدوء وبعيدا عن الأضواء.
ويكفي اليوم القيام بإطلالة على ما يجري في تلك الولايات المذكورة آنفا لمعرفة التوجه الجديد للاستراتيجية المتبعة لترقية الجنوب.
كل هذا الخيار الحالي، يدعونا كذلك إلى البحث عن أفضل الصّيغ من أجل التّرويج الإعلامي للمستوى الذي وصلت إليه فلاحتنا في الجنوب، وحتمية الانتقال إلى التّصدير، على ضوء ما تحقّق من فائض في الإنتاج، بحثا عن أسواق خارجية كذلك بعدما بلغت سقفا راقيا من حيث الكم والكيف.
وسيكون هذا الحيّز في صفحاتنا مخصّصا لوقائع التّنمية في قطاعات أخرى، التي تتوجّه مباشرة إلى تحقيق الرّفاه الاجتماعي للمواطنين في شتى متطلّباتهم المتعلّقة بيومياتهم وانشغالاتهم كالتشغيل، الاستثمار، الصّحة، المياه، الطّرقات وغيرها من المسائل لطالما أولاها السكان كل الاهتمام بإدراجها ضمن أولويّاتهم الملحّة.
كما تنقل هذه الحركية التّنموية بكل تفاصيلها وبأمانة وموضوعية بعيدا عن الإثارة إلى السّلطات المحلية لإقامة أواصر التواصل بين المواطن والجماعات المحلية.