المغناطيس..

أمين بلعمري
29 جانفي 2018

إذا صحّت الاخبار التي أوردتها جريدة «ذا صان - the sun» البريطانية عن تواجد محتمل لزعيم التنظيم الإرهابي “داعش” أبوبكر البغدادي على الحدود بين الجزائر، النيجر ومالي فإن ذلك يعني أنه سيكون المغناطيس الذي يستقطب ويسرّع توجّه المئات من الإرهابيين من مختلف بؤر التوتر والحروب خاصة في سوريا والعراق إلى إفريقيا، خاصة وأن تقارير صحفية واستخبارية سابقة أجمعت أن ليبيا ومنطقة الساحل مرشحة لتكون الوجهة المفضلة لتلك العناصر الإرهابية على اعتبار أنها تعاني من هشاشة مؤسساتية وغياب القانون. إلى كل ذلك يضاف شساعتها وصعوبة مراقبتها ما يعطي الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات المتحالفة معها هامشا أوسع للتحرك والمناورة لتبث المزيد من الارتباك الأمني وحالة اللااستقرار التي تعاني منها المنطقة أصلا.
إن قضاء الجيش الوطني الشعبي على ثمانية إرهابيين في كمين بخنشلة يؤكد مرة أخرى مدى يقظته وجاهزيته للتصدي لكل التهديدات الإرهابية المحتملة على طول حدودنا ويثبت في الوقت نفسه أن هناك عملا استخباريا استباقيا محكما وهي رسالة قوية سيكون لها أثرها الكبير على صعيد الحرب النفسية مما يثبت أن جيشنا حسم المعركتين النفسية والعسكرية ضد الإرهاب.
يبدو أن المخابر والجهات التي توظف الإرهاب ضمن ديناميات تفكيكية للدول عبر بث حالات لا استقرار وارتباك أمني لم ولن تكف عن استهداف الجزائر وإلا كيف نفسر تجميع كل تلك العناصر الإرهابية على حدودنا ثم هل خبر تواجد البغدادي بإفريقيا صحيح أم مجرد إشاعة مغرضة لها ما وراءها ؟ الهدف منها الدعاية للإرهاب ودعوة صريحة لأتباعه من أجل اللحاق به.
يبدو أن المنطقة ستشهد قريبا الإعلان عن تنظيم إرهابي جديد وفق محددات جغرافية جديدة تحت مسمى “دالش” (الدولة الإسلامية في ليبيا وشمال إفريقيا) مثلا، أو أي إطار آخر والأولوية هي هيكلة تلك العناصر الإرهابية في وعاء قد تنصهر فيه كل الجماعات الإرهابية الناشطة في إفريقيا مثل “بوكو- حرام” التي أعلنت في وقت سابق ولاءها للزعيم الإرهابي أبو بكر البغدادي ويبدو أن التفجيرات التي شهدتها ليبيا ومالي تثبت أن الأجندة شرع في تنفيذها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024