نقل أم قتل جماعي .. ؟

أمين بلعمري
26 جانفي 2018

تستوقفنا حوادث المرور هذه المرة من سعيدة بحادث مأساوي أودى بـحياة أزيد من 17 شخصا إثر اصطدام حافلة صغيرة بطاكسي جماعي للنقل بين الولايات ومن خلال المشاهد والصور التي تناقلتها مختلف القنوات التلفزيونية للحالة التي أصبحت عليها العربتان وحجم الخراب الذي لحق بهما يتبين أن السبب هو السرعة الكبيرة التي كانت تسير بها إحداهما أو كلاهما وإلا ما كانتا لتتحولا إلى كومة حديد.
إن هذا الحادث المأساوي يستوقفنا جميعا لإعادة النظر في كيفية التصدي للظاهرة - التي تخلف سنويا آلاف الأرواح و الملايير من الخسائر المادية - والبداية تكون بوسائل النقل الجماعي التي تحوّلت للأسف إلى وسائل للقتل الجماعي وهذا ليس بسبب تهور السائقين فقط ولكن لعوامل أخرى كثيرة على رأسها غياب أساليب فعّالة للرقابة وسائل المراقبة التي من المفروض أن تجهز بها إجباريا كل وسائل النقل العام للحصول على كل المعطيات المتعلّقة بالرحلة مثل المسافة المقطوعة، ساعات عمل السائق وراحته..إلخ  يضاف إلى ذلك نقاط أخرى مثل هندام السائق والقابض ونوعية المركبة والراحة التي توفرها للمسافرين على متنها.
كل هذه المعايير التي تعتبر من بديهيات النقل في كل دول العالم مغيّبة في بلادنا إلى درجة أصبحت معها حظيرة تشوهها حافلات و«ميكرو- باصات” مهترئة ومتسخة تفتقد إلى أدنى شروط السلامة و الراحة وبعض السائقين والقابضين إن لم نقل أغلبهم يرتدون ملابس لا تليق بخدمة عمومية بحجم النقل بل منهم من تصل به الوقاحة إلى تشغيل أغان خادشة للحياء يجبر الركاب على سماعها وغيرها من المعاناة اليومية للمواطنين مع وسائل النقل.
إن استفحال حوادث المرور بهذا الشكل اللافت يستدعي عقد جلسات وطنية تشارك فيها كل الهيئات الرسمية من الأسلاك الأمنية، وسائل الإعلام  وممثلي المجتمع المدني لبحث حلول جدية لهذا القاتل الذي يحصد حياة الآلاف وماذا عن الأرامل، اليتامى والمعوقين ؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024