التحايل لا نجده عند التاجر والخضار فقط وإنما هناك أصناف أخرى تدرج ضمن هذه القائمة الطيلة من أصحاب المحلات الذين يطل عليهم المواطن صباحا ومساء من أجل إقتناء ما بدا له ضروريا من مواد غذائية غيرها.
لذلك لا يخلو الحديث اليوم من أن فلان أو علان صرف أموالا طائلة على سيارته لكنه ما يزال يلاحظ بأن العطب لم يصلح ومحركه يحدث أصواتا غريبة أكثر مما كان عليه في السابق لماذا يا ترى؟
الكثير من أصحاب المركبات تفطنوا فيما بعد أن قطع الغيار التي سلموها للميكانيكي لم يركبها وعندما إستفسروا عن الأمر وجدوا أن البعض من الشباب العامل في الورشة هو الذي أخذها ليعيد بيعها في نقاط أخرى.
وهكذا يجد «المعلم» نفسه في ورطة قد تسبب له مشاكل لاتعد ولا تحصى نتيجة هذا السلوك اللاحضاري القائم على ذهنية الربح السريع والنحل السهل دون مراعاة ما كلفت تلك القطع من مصاريف باهضة جدا خاصة إن كانت مايعرف بالأصلية وأحيانا يرفض صاحب المحل، إظهار للمعني القطع التي تم إستبدالها، قد يكون هذا من باب الثقة لكن مع مرور الوقت ينكشف أمره بأنه كان يسرق ماكان يطلب منه في كل مرة هل بالتعاون أو الاتفاق مع عماله أم أن ذلك فعل معزول كما يسميه البعض.
أغلب الرد الذي نسمعه عن هؤلاء هو أنهم لم يكونوا على علم بما يحدث من إخفاء لقطع الغيار بعيدا عن أعينهم نظير الثقة التي وضعوها في عمالهم لكن للأسف هذا يجري في الكثير من الورشات الميكاينكية التابعة للخواص.
ما أوردناه ليس تجنيا على أحد وإنما حقائق موجودة في الميدان، والكثير من أصحاب السيارات يفرقون جيدا بين ميكانيكي محترف وآخر، كما يفضلون استعمال القطعة الأصلية في محركاتهم لكن أحيانا يشعرون بحدسهم الصادق وتجربتهم الطويلة وخبرتهم الميدانية خلال السياقة بأنها لم تركب وكانت محل سطو، أو شيء من هذا القبيل بدليل أن الميكانيكي يرفض أحيانا الكشف أو إظهار القطعة التي غيرها.
في هذه الحالة يفهم أن هناك حالة إستثنائية تؤدي إلى إبداء نوع من الشك والقاعدة المعمول بها عند جميع من يشتغل في إصلاح السيارات هي أنك تجد كل قطع الغيار المنزوعة في خلف السيارة أو في المقعد الأمامي كعربون ثقة على التعامل بين الطرفين.