حصاد الخميـس

بعد الجماجم هل تعود الأدمغة في شتاء «يناير»؟

بقلم : نور الدين لعراجـــي
10 جانفي 2018

يعتبر اطلاق القمر الصناعي «ألكوم –سات» أهم إنجاز شهده «حصاد الأسبوع» وعرفته الجزائر في بداية سنة 2018. تثمين هذه الخطوة العلمية والطفرة التكنولوجية الهامة في تاريخ التطور الرقمي، لا يتأتى إلا بتثبيت الهمم، وتشجيع الأدمغة الجزائرية على الابداع والابتكار، مع منحهم القدر الأكبر من الاستقلالية في خلق بدائل جديدة سواء في الاتصالات أو في الدفاع، الصناعة أو في الصحة أو غيرها من المجالات الأخرى التي تخضع للتجارب العلمية الدقيقة جدا وهي حكر على جهات خارجية تتحكم فيها مثلما شاءت، ولعل الانترنيت وما عرفته الجزائر إثر العطب الذي أصاب الكابل البحري بمدينة عنابة السنة الفارطة، أهم درس يمكننا استخلاصه من تجربة التبعية، بحيث تعطلت المصالح الاقتصادية للمؤسسات الخاصة والعمومية بسبب هذا الانقطاع المفاجئ، وأدخل البلد في نفق مظلم من التوترات، لأننا بكل بساطة لا نملك مؤهلات هذه التكنولوجيا، وفي ظرف وجيز يمكن لاقتصادنا الرقمي أن يتعطل أو يصبح رهينة هذه الطفرة الرقمية، مخلفا أعباء وخيمة على الخزينة لعمومية.
الاستقلالية التكنولوجية أيضا مهمة لكل القطاعات، وقد اثبتت التجارب أن مقابلة رياضية يلعب فيها منتخبنا الوطني خارج الوطن، يحرم فيها الجمهور والمشاهد من متابعتها، لأن سلطة البث، مسألة سيادة أكثر منها صفقة تجارية، وإن كانت الأمثلة كثيرة، فان حقائق اخرى يدمى القلب حين سماعها، عندما تفشل بعض مراكز البحث عندنا في تحديد بعض الهزات الارضية المحلية، حتى ننتظر الخبرات الاجنبية تمنحها تلك المؤشرات، واذاحاولنا معرفة تلك العمليات الاستفزازية الممارسة من بعض المراكز التي تحتكر هذه النوعية من الخدمات، لو جدنا ان طاقمها البشري كلهم درسوا بالجامعات الجزائرية، لكنهم وجدوا الفضاء العلمي والبحث متوفر بشكل اكبر مما هو عليه موجود في الوطن.
بعد هذا الانجاز الذي حققته الادمغة الجزائرية في صناعة هذا الساتل ، هل بإمكان الارادة ان ترسوا على انجازات اخرى ،وخطوات ذات خير وفير، في ميادين مختلفة الوطن في حاجة اليها، خاصة وان ادمغتنا هم الأسس التي يقوم عليها تقدم الدول الاخرى ، وهم كوادرها علو شأنها وعزها.
عودة جماجم المقاومة والحرب التحريرية، هي مسألة شرف اكثر منها مسالة ذاكرة تاريخية، لان سياق الاحداث معلوم ، منذ الاحتلال الى غاية خروج اخر عسكري من مرسى وهران ومغادرة الخبرات الفرنسية من حاسي مسعود في 1968 ، اذا كان الاستعمار هو الاستغلال والاستدمار، فلا ينتظرمنه الاعتراف بجرائمه ضد الانسانية  لان ضحاياه كانوا من شهداء الذاكرة الجماعية ومنهم من كانوا فئران تجارب في رقان وحموديا، ومهما تستر الاستعمار في تسمية تجاربه النووية من اليربوع الازرق الى الابيض ، فان البشر هم ضحايا هذه الحقبة المريرة من كفاح شعبنا، وهم احق بدفن يليق بمقامهم كما يدفن الاموات ويكرم الموتى، ولايسقط المطلب بالتقادم.
غدا نلج فجرا أمازيغيا بكل ملامحه، وعبر يناير العيد الوطني المرسم في المواثيق والموشح بعطلة مدفوعة الاجر ، حتى وان تزامن في اول ظهور له كعيد مع عطلة نهاية الاسبوع، سيثلج قلوب الكثيرين منا مع الموسم القادم، من جهة اخرى ،سوف يضع حدا لكل الابواق الناعقة لتصمت قليلا وتبتعد عن مستنقعات اضافية لزرع شقاقها ومكرها بين اوساط الشعب، العيد عيد الجزائر برمتها من تاءاتها الاربعة، من «تاء» تلمسان الى تبسة، ومن تندوف الى تيزي وز، ولكي تبقى الذكرى مخلدة في ذاكرتنا جميعا ....أسقاس أمقاس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024