كانت لسنوات طويلة مطلبا رئيسيا وأساسيا للمجتمع الجزائري بجميع أطيافه، لأنه في نظرهم الحل الأنجع لظاهرة اختطاف الأطفال والدواء الشافي لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الطفل بأي شكل من الأشكال، وبالنسبة لي هو انتصار لكل هؤلاء الضحايا الذين قتلوا وهم لا يدرون بأي ذنب قتلوا.
في 2017 في شهر نوفمبر، أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بشار حكما بالإعدام في حق المتورطين الثلاثة في اختطاف وقتل درياح محمد ياسين الذي لا يتجاوز عمره الست سنوات، هذا الحكم وإن يبقى حبرا على ورق بسبب الاتفاقيات الدولية هو خطوة هامة نحو قطع دابر تلك الوحوش البشرية التي وصل بها الأمر إلى تقديم أشلاء أجساد الأطفال الصغار قربانا تنفيذا لطقوس السحر الأسود الدخيل على مجتمعنا.
إنها الجاهلية الأولى التي حوّلت الأطفال إلى مجرد جسد تنتهك حرمته لأسباب مختلفة لاستغلاله في رغبات حيوانية لا يقبلها عقل أو دين أو بدافع انتقام لا ناقة له فيه أو جمل أو لإطفاء نار غيرة أحرقت الأخضر واليابس أو كما قلنا سابقا طاعة لطلاسم سحر أسود غيب العقل والإرادة وأصبح صاحبه من عبدة الشيطان.
هو حكم صدر ضد كل شخص يفكر في سلب الحياة من أطفال ضمن الدستور والدين والعرف والتقاليد حقوقهم كاملة، بل أكثر من ذلك وضعت قاتلها والمعتدي عليها ومن يستغلها في خانة سوداء يسلط عليه أقصى العذاب، بل حتى أولئك المجرمين القابعين في السجون، عندما يعرفون أن أحدهم سجن بأحد هذه الأسباب، سيعامل معاملة قاسية لا الفطرة الإنسانية ترفض الاعتداء على طفل لا ذنب له في هذه الحياة سوى انه مثل الورقة البيضاء التي تعكس نضارتها السواد القابع داخلهم.
هو حكم جاء ليخفف آلام الأمهات الثكلى في أبنائهنّ اللواتي وجدنّ أنفسهنّ بين عشية وضحاها يبكين ابنا اختفى دون سابق إنذار لتكتشفنّ بعد حين انه اختطف وقتل، في تلك اللحظة تتساءل أغلبهنّ عن السبب الذي جعل طفلهنّ ضحية لتلك الوحوش البشرية، ولكن بعد قناعتهنّ الأكيدة بأن فلذة كبدهنّ ذهبت بلا رجعة تصرخن بأعلى صوتهنّ ودموع الحزن لم تجف بعد “القصاص، الإعدام لقاتل الأطفال” ، لذلك أنا أكيدة أن أم محمد ياسين نامت قريرة العين بعد النطق بالحكم، لأنها تأكدت أن العدالة لن تسكت عن قتل البراءة.