كانت الجزائر العميقة حافلة بالأحداث ذات الطابع التنموي المحلي كما لم تخل من المرافق الجوارية والخدماتية لفائدة الساكنة في المناطق النائية، وحرصا على استقرار هؤلاء، سواء بتوفير السكن الريفي أو العمل في الأرض وغيرها من المتطلبات العاجلة التي تستدعي أن تكون حاضرة في الوقت المناسب.
من خلال هذا الملف الذي أمامنا حاول مراسلونا في عين المكان من ولاياتنا رصد المحطات الأكثر تأثيرا وجلبا للانتباه فيما يتعلق بالمشاريع التي لطالما كانت محلّ الإلحاح من طرف المواطنين حتى تكون جاهزة في آجالها المحدّدة وكم هي كثيرة إذا ما أعادنا الشريط إلى بدايته الأولى أي منذ مطلع السنة إلى غاية يومنا هذا.
والمنهجية المهنية التي اتبعناها في هذا الإطار هو السعي الحثيث من أجل أن نحدث تلك العلاقة الجدلية بين المواطن وما استفاد منه وهذا من ناحية الجدوى والفعالية، كما هو الأمر بالنسبة لـ»الرقمنة» الموجهة إلى مصالح الحالة المدنية واستخراج الوثائق البيومترية في وقت قياسي، بالإضافة إلى البحث عن مدى تجاوب الجماعات المحلية مع انشغالات المواطنين في الجوانب التنموية والتفاعل مع الواقع الجديد الرامي إلى إزالة عنه كل ما يؤرق حياته اليومية.
وكان علينا نقل هذه العينات إلى القارئ لاطلاعه على ما يجري في هذه الولايات من حركية على أكثر من قطاع وإبراز له التحوّل في مجالات فرضت نفسها بنفسها دون عناء كقطاع الفلاحة في جهات عديدة من الوطن، وخاصة في الجنوب الذي يعوّل عليه كثيرا في اقتصادياتنا المستقبلية.
وهذه الحصيلة لـ٢٠١٧ ماهي في حقيقة الأمر إلا تقييم لمجهود جبار بذل على المستوى المحلي وفي كثير من الأحيان لم نفه حقّه اللازم من الناحية المتعلقة باطلاع الرأي العام عليه نظرا لأهميته.. وهذه الحلقة المفقودة تقع مسؤوليتها على خلايا الاتصال بالولايات التي لاتساير هذه الحيوية من الناحية الاعلامية، سواء بإصدار المجلات أو الظهور عبر الفضاء الأزرق. فالمعلومات غير محينة تجاوزها الزمن فكل ما نسعى لاستقائه من معطيات لا نجده للأسف عن ولاية معينة، الاحصائيات والأرقام قديمة.
وعليه، فإنه من الضروري إعادة النظر أو مراجعة استراتيجية الاتصال عبر الولايات وهذا وفق رؤية جديدة تحت إشراف وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، فلماذا إذا تلك المواقع الرسمية للولايات ولا تجد ما تريده؟
والاعتقاد السائد لدى الكثير من الملاحظين هو أن خلايا الاتصال انخرطت في الموجة الإدارية وتحوّلت إلى مصلحة من المصالح الموجودة في الهيكل التنظيمي لا أكثر ولا أقل إذا طغى عليها ذلك العمل الروتيني القاتل الذي يفتقد إلى المبادرة والتواصل مع المراسلين في عين المكان.
هذا ما أحدث كل هذا الخلل في إبراز القدرات الهائلة التي تتوفر عليها الولايات فهل من نظرة أخرى جديرة بأن تكون فارضة لنفسها مستقبلا؟
نركز على هذه النقطة الفاصلة من باب أن الجماعات المحلية لا تدرك حقا مامدى قدرة الاتصال في تلميع صورة الولاية، إذ كانت هناك انجازات على مستواها وهذا عن طريق الابداع في العمل والخروج من الرد الفعل الإداري فقط.. الذي للأسف سجّل فيما سبق.