بعد استكمال عملية تنصيب المجالس المحلية المنتخبة، وشروع البعض منها في توزيع المهام على المنتخبين، تدشّن عهدة جديدة ليست كسابقتها من ناحية التّركيبة البشرية، ونقصد الحضور القوي للشّباب الرّاغب في خدمة بلديته، وتجسيد الوعود المقدّمة في شتى التجمّعات والنّشاطات المباشرة مع المواطنين.
وعلى غرار كل ما قيل هنا وهناك، فإنّ جل من دخل هذه المنافسة مطالب بأن يكون وفيّا لكل التزاماته، وحريصا على كل تعهّداته حتى يترجم تلك الثّقة الموضوعة فيه، والممنوحة له من قبل من رأوا فيه بأنّه جدير بها من أجل التّكفل الحقيقي بانشغالات النّاس اليومية.
ومن ضمن الأولويات التي ينبغي أن توضع على رأس القائمة هي الآليات المباشرة بين مسؤولي البلدية والمواطنين، وفي هذا الصدد تناول متصدّرو القوائم العديد من الصّيغ في هذا الشّأن، منها المجلس الجواري الذي هو عبارة عن إطار عام يكون جامعا لكل ممثلي السكان في جو نظامي لإقامة حوار صريح يتعلّق بالوضعية التي تعيشها الأحياء من كل الجوانب: النّظافة، الانارة، العمارات، الطّرقات، قنوات الصّرف وغيرها من المتطلّبات اليومية، وهذا الاقتراح مدّون في مطويات كل من خاض هذا الغمار.
وستكون الاجتماعات وفق برنامج واضح قد يكون مرة في كل شهر، حتى يتسنّى لكل طرف تحضير نفسه لذلك، خاصة من ناحية الاطّلاع على الملفّات، والرد اللاّئق على كل ما يطرح من قضايا شائكة محل إلحاح المواطنين، وهذا منذ العهدات السّابقة، لكن دار لقمان بقيت على حالها.
وهذه اللّقاءات المندرجة ضمن المجلس الجواري إنما هي الواجهة التي يرى من خلالها رؤساء البلديات حركية الأحياء من ناحية السّيرورة العادية، خاصة النّظافة وحظائر السيارات التي أصبحت مقلقة حقّا، بالاضافة إلى مسائل مهمّة جدا.
ومن الضّروري أن يكون المترشّحون الفائزون عند حسن ظن المواطنين، وهذا بمواصلة العمل وفق الحيوية التي ميّزتهم خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، ونقصد من ذلك الابقاء على تلك الوعود، وعدم الالقاء بها في سلّة المهملات وكأنّ شيئا لم يكن، وهذا ما يتخوّف منه الناس كونهم اعتادوا على مثل هذه السّلوكات فيما سبق.
ما أظهرته المحليات السّابقة هو أنّ المواطن كشف عن وعي غير مسبوق لم نسجّله خلال المواعيد الأخرى التي وقفنا عليها، وهذا عندما صنع الفوز لكل من أراده أن يعتلي مسؤولية تسيير هذه المؤسّسات القاعدية.
وعليه، فإنّ هناك عقدا معنويا بين رئيس البلدية والمواطن، وهذا التّكامل هدفه الأسمى هو خدمة ذلك النّطاق الاقليمي بكل تفان وإخلاص، وكذلك الثّقة ثم الثّقة التي يراهن عليها الكثير في اختيار الرّجال الذين يطبّقون البرنامج المعد لهذه العهدة.