ما تزال بعض المنعرجات الخطيرة بطرقنا تقتل أصحاب المركبات محدثة كذلك إصابات تقعد الشخص جراء الحوادث في تلك النقاط السوداء، المعروفة عند الخاص والعام، لكن للأسف، فإن كل الأصوات المطالبة بإعادة النظر، ومراجعة هذه المواقع محل هذه التنبيهات المتواصلة لم تحرّك الجهات المسؤولة مباشرة على تلك المنشآت وبخاصة مصالح الأشغال العمومية بالولايات.
وكل التقارير الصادرة عن أكثر من جهة تعمل في الميدان تشير صراحة إلى أن منحنى حوادث المرور في تصاعد متزايد في جهات محدّدة جدا، حصدت الكثير من الأرواح وما تزال مصدر حزن للعائلات جراء ما يصلهم من أخبار عن تعرض الأفراد هناك إلى شتى العاهات.
ويعود كل ذلك، إلى غياب حد أدنى من المتابعة الميدانية من قبل المكلفين بتشخيص حالة الطرق عبر الولايات والتي لابد من القول بأنها متروكة لحالها لكل من يمر عليها لا يتوقف عن التعاليق المجانية بسبب ذلك الإهمال الملاحظ وسوء تقدير عواقب التصميم الهندسي وفي كثير من الأحيان نسجل انزلاقات للسيارات كون السائق لا يراعي الجاذبية اتجاه خارج الطريق حتى يجد نفسه في الحواف.. وهذا ما يصادفه أصحاب السيارات في الطريق السريع.. عندما لا يفكرون في تقليص السرعة ومع هذه «النشوة» يكون مصيره معروفا.
ومن خلال الملف الذي أمامنا نحاول أن نطلع على ما يجري في ولاياتنا من خلال مراسلينا في عين المكان بخصوص ما يسمى بالنقاط السوداء التي أصبحت معروفة لدى مصالح الدرك، الأمن، أو عند المواطنين، غير أنه وإلى يومنا هذا ما تزال دار لقمان على حالها، ونعني بذلك وقوع المزيد من حوادث المرور المميتة عائلات بأكملها تذهب ضحية هذه المنعرجات في طرقنا.
وإن كنّا يوميا نرافق الجهات المختصة في قراءة ما تنشره من تفاصيل عن إحصائيات ما يقع في طرقنا وفق العينة الأسبوعية، فإن الإشكال المقابل في هذا التشخيص الدقيق المبني على أرقام بارزة هو أن الجهات الأخرى المعنية بقراءة ما يطرح عليها لم تعِ حتى الآن هذه الرسالة في مضامينها البعيدة المدى .. أي البحث بالشكل المطلوب في هذا الارتفاع المخيف لعدد القتلى والجرحى.
وهكذا بقيت المسألة تقنية بحتة دون أن تحدث ذلك التفاعل المطلوب بين ما ينبغي القيام به وهذا ما ترك بقاء الجميع في هذا المربع القائم على المعاينة والتقييم، لذلك فإن الكرة في مرمى كل تلك المصالح المكلفة بالأشغال العمومية قصد إعادة النظر في عملها الميداني وهذا بالخروج من المكاتب والتوجه إلى الواقع وهذه هي المهام المخولة لها.