بالرّغم من وجود مواهب عديدة، إلاّ أنّ غياب آليات اكتشافها ومتابعتها في برامج طموحة أثّر على الكثير منها، حيث أنّ مستوى اللاّعب المحلي تدنّى كثيرا بسبب هذه الوضعية.
ولذلك أصبح من الضّروري اعتماد استراتيجية تسمح لهذه المواهب السير في رواق مناسب يسمح لها الوصول إلى هدفها من جهة، ومن جهة أخرى تستفيد الكرة الجزائرية من لاعبين مميّزين.
وقد أعطت بعض التّجارب في مجال تكوين اللاّعبين ثمارا حقيقية، ولعل مباراة «الداربي العاصمي» التي جرت الثلاثاء الماضي بين المولودية والاتحاد أعطت مثالا حيا حول «العمل المنهجي في التكوين».
فقد برز اللاّعب بن غيث بشكل لافت، حيث اختير كأحسن لاعب في المباراة، وقال أحد مناصري «العميد» مباشرة بعد نهاية المباراة: «بن غيث فاز علينا لوحده»، وهو اعتراف من المنافس ويترجم مدى فعالية هذا اللاعب ودوره في ناديه اتحاد العاصمة.
ويمكن القول أنّ وصول اللاعب المعني الى هذا المستوى جاء نتيجة تكوين قاعدي ومتابعة مستمرّة إلى غاية وصوله إلى المنتخب الوطني الأول، حيث يعتبر حاليا لاعبا أساسيا في منصبه في وسط الميدان.
ويذكّر بن غيث عديد المتتبّعين في سنوات السبعينات والثمانينات ببروز عدد من اللاعبين في البطولة الوطنية، الذين قدموا الكثير لأنديتهم وتقمّصوا ألوان المنتخب الوطني وكتبوا مسيرتهم بأحرف من ذهب..لكن وصولهم الى ذلك المستوى مرّ عبر مراحل شارك فيه عدد من «العارفين» بخبايا الكرة، انطلاقا من الأشخاص المكلفين باكتشاف المواهب مرورا بمكونين في الفئات الصغرى ووصولا الى مسيرين ومدربين للأكابر الذين قدموا كل معارفهم لهؤلاء اللاعبين.
ووجود أسماء بن غيث، عبد اللاوي، صالحي...في الفريق الوطني الأول سيكون بمثابة تحفيز للاعبين الآخرين للعمل بجدية لإمكانية تدعيم صفوف «الخضر» في المستقبل، خاصة وأنّ المديرية الفنية الجديدة بصدد تجسيد برنامج طموح يعطي فرصا كبيرا للمواهب الشّابة للاستفادة من تكوين ومتابعة علمية لمجهوداتهم وإمكانياتهم.
