كيف تدهور الفن الرابع اليوم بعد أن عرف سنوات المجد والعطاء والإبداع يمتد حضور جذوره إلى جيل ثورة التحرير الوطني امثال رويشد ورشيد القسنطيني وبشطارزي وغيرهم وتواصل وازهر مع عمالقة النص والإلقاء في السبعينات و الثمانيات أمثال مجوبي وعلولة وصونيا وسراط .... ، أسماء لمعت بحضورها المميز على الخشبة وبأعمال تألقت بنصوصها وانصهار الممثلين في أدوارها وتجاوب الجمهور معها، مخلدة بذلك عناوين لم يقدر الزمن و لا المحن على طيها عالم النسيان.
ها هو الركح اليوم يعيش تدهورا كبيرا في الكم والكيف في الجودة والنوعية، لأسباب تجمع حسب المهتمين و المتتبعين بين تردي وغياب النص المسرحي، وسوء التسيير أو بالأحرى سياسة الدعم وتسيير المؤسسة الثقافية الفنية بطريقة إدارية غير ابداعية، إلى جانب انعدام التوازن في المال والإمكانيات المادية بين المسارح الجهوية والتعاونيات و المسرح الهاوي، وكذا غياب خارطة طريق تأسس لتوزيع واستمرارية الأعمال المسرحية، ناهيك عن انعدام النقد البناء.
فكيف لسيد الفنون أن يستعيد مجده وأيامه الذهبية وكيف «للعيطة» أن تدوي من جديد ولحافلة تسير أن تواصل سيرها ونحن في عصر الترام والميترو و«الشعب الخديم» ولفاطمة وللشهداء أن يعودوا حقا هذا الأسبوع، وكيف لجيل اليوم أن يعيد للمشعل فانوسه ويسير من جديد على خطى عمالقة الركح، هل بخوصصة المسرح، أم بإعادة النظر في مسألة توزيع عادل للتمويل والدعم، أم أن يفتح المجال أمام من يحب الخشبة من مواهب وطاقات غيورة على ميراث علولة ومجوبي وبشطارزي وغيرهم ممن أسسوا صرح الفن الرابع الجزائري.