لنتذكّر مقابر الشهداء...

سعيد بن عياد
01 أكتوير 2017

يقترب موعد تاريخي من أعظم المناسبات الوطنية في الذاكرة الجماعية، إنه اليوم المخلد لثورة التحرير المجيدة التي فجرت الأرض تحت أقدام الاحتلال وجيوشه الجرارة في أول نوفمبر 1954.
جميل أن تنظم وقفات أصبحت تقليدية وبروتوكولية في الولايات والبلديات، لكن الأجمل لو يقدم المجتمع بكل فئاته هذه السنة هدية مميزة لأرواح الشهداء بإطلاق عملية واسعة لتهيئة (تنظيف وترميم وتزيين) مقابرهم.
ولكي لا تكون المبادرة محل جدل، حبذا لو يخرج رفاقهم المجاهدون، يتقدمهم كبار القادة، للتعبير عن قيم الوفاء والتقدير والعرفان لقوافل لا تعد ولا تحصى من أبناء ذلك الجيل الفريد الذي أوقف ظلم التاريخ وصحح مجراه بالنفس والنفيس في بطولات هي مضرب للفخر والاعتزاز.
كيف يعقل أن تخصص للمرافق ومواقع أخرى عناية وهذا أمر طبيعي، ولا يلتفت لمقابر الشهداء بمنحها ما تستحق من عناية... بدون كلفة حقيقية... في وقت تعاني أغلبها، خاصة في الولايات الداخلية، من إهمال غير مقبول ولامبالاة لا تشرف القائمين على الشأن العام هناك.
لا ينبغي أن ينتهز البعض ممن يتاجرون بالصفقات العمومية لتخصيص ميزانيات من المال العام تذهب لمعارفهم من مقاولين يقتاتون من الأزمات، إنما يجب أن ينحصر الأمر في عمليات تضامنية يساهم فيها كل المخلصين من سكان وأثرياء وأصحاب مراكز اجتماعية هم اليوم من أكبر المستفيدين.
حقيقة يصعب على المرء أن يلتفت إلى ماضيه، لكن يجب النظر إلى الحقيقة التاريخية التي أنجزها الشهداء الذين قاموا بالمهمة كاملة، وحبذا تذكرهم بالاعتناء بالمواقع الطيبة التي يرقدون فيها ونقل هذه الرسالة النبيلة للأجيال.
كم من مؤسسة حققت النماء، وكم من رجل أعمال جمع ثروات في ظل سنوات الاستقلال، وكم من مواطن تخلص من الفقر وأدرك الرفاهية، بينما يكفي أن يقوم كل واحد بمفرده أو ضمن عمل مشترك وبقناعة راسخة لرد الجميل.
إن التفاتة من هذا النوع تترك أثرا طيبا في المجتمع ليتزود من التاريخ بوقود الإرادة الصلبة لمواجهة تحديات اليوم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024