يكفي تسويق الابتسامة

سعيد - ب.
23 جويلية 2017

بقدر ما تعتبر المرافق والمنشآت السياحية هامة وضرورية إلا أنها ليست هي المفتاح الذي يقود إلى النمو، وإنما يتعلق الأمر في باب النهوض بالسياحة بتنمية السلوكات ذات الصلة على كافة المستويات للارتقاء بها أكثر.
يكفي النظر إلى مناطق حققت قفزة سياحية بأقل كلفة وأحيانا بصفر كلفة كما هو مثال موقع صحراوي بدبي تحول إلى مقصد بفضل قدرة أصحاب المشروع على تهيئته دون إقامة بناءات شاهقة وإنما من خلال توظيف ذكي للموارد المحلية واستغلال عقلاني وجذاب للطبيعة مع تسويق نوعي يستهوي السائح من مختلف جهات العالم. في بلادنا يوجد أفضل مشهد لغروب الشمس بجبال «أسكريم» بالهقار يمكن لو يوجد تسويق جيد للصورة وتعريف دقيق بالموقع أن يحقق موارد مالية تنافس قطاعات أخرى.
بالمقابل لا يوجد مبرر اليوم لبقاء السياحة معطلة في وقت يراهن فيه على هذا القطاع الخدماتي ليساهم في تجسيد مسار النمو الذي يتوقف عليه مستقبل الاقتصاد. ولعل أول من ينبغي أن يقدم المثال في الوطنية الاقتصادية أصحاب المال من رؤساء مؤسسات ومقاولين ومستثمرين بأن يقضوا عطلهم على مستوى مختلف المناطق التي تزخر بها الجزائر بدل التوجه إلى أسواق أخرى تستنزف الموارد وتعيق النمو.
حقيقة هناك معوقات تعرقل هذا الخيار من ارتفاع الكلفة وتدهور المحيط وتدني الخدمات رغم بعض الاجتهادات التي تبادر بها مؤسسات سياحية عمومية بتخفيض الأسعار، لا أن الموقف يتطلب التزام الجميع بتأسيس الوثبة السياحية لكسب ثقة الزبون الأجنبي.
الكثيرون يتخفون وراء أزمة العقار السياحي الذي نالت منه المضاربة ودمره الفساد في عديد الولايات بينما، مقارنة بأسواق إقليمية أخرى تقل ميزة وعرفت كيف تكسب معركة التنافسية، هناك أكثر من وسيلة لبناء منظومة سياحية متكاملة ترتكز على الفعل السياحي أي الخدمة من حيث الجودة وتنافسية الأسعار.
 الحلقة التي تحسم هذا المسار هي العنصر البشري الذي يتوقف عليه مدى نجاح الخيارات من عدمها، كونه المصدر المولد للقيمة المضافة من خلال تسويق الابتسامة غير المكلفة وبيع مختلف الخدمات من أول محطة لقدوم السائح بالمطار أو الميناء أو مراكز العبور البرية إلى أن يغادر.
إنها مسؤولية المواطن من سائق سيارة الأجرة إلى صاحب الدكان مرورا بالمواطن العادي الذي تلعب سلوكاته في الشارع العام دورا في تسويق صورة المجتمع من خلال الحفاظ على نظافة المحيط والانشراح في وجه الزائر.
 أكثر من هذا ماذا يقدم رؤساء البلديات لتنويع مصادر دخل الجماعات المحلية وهم لا يجيدون استغلال الفرصة كما هو الحال لاحتضان العاصمة لبطولة العالم في كرة اليد حيث لا تسجل أية مبادرة ذات طابع سياحي للتعريف بالمواقع والترويج لصورة العاصمة قصد تسجيل نقاط في ذاكرة الرياضيين وتحويلهم إلى مشاريع سياح مستقبلا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024