كفى من الوثائق غير الضرورية؟

جمال أوكيلي
22 جويلية 2017

ما تزال بعض  المؤسسات تطلب وثائق إدارية غير ضرورية، قررت على إثرها وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، عدم العمل بها من الآن فصاعدا في إطار تبسيط الإجراءات وتخفيف الضغط على المواطن في استخراج أوراق الحالة المدنية، وكذلك بلوغ درجة عالية من المهنية في أداء المرفق العمومي.. ومواصلة ترقية الجماعات المحلية من خلال التركيز على العصرنة والرقمنة.
وتشدّد الوصاية على احترام هذا المسار احتراما “دقيقا” انطلاقا من كونه أتى بنتائج مثمرة والحفاظ عليه كمكسب في هذا القطاع الحيوي.
وبرؤية مدروسة، يتم حاليا سحب بعض الوثائق من الملفات الإدارية المطلوبة، وتكون بيانات الأشخاص كلها مرتبة في السجل الوطني العام للحالة المدنية.. تخصّ المعني مباشرة دون دعوته في كل مرة لتقديم ملف آخر، وهذا ما يحصل للأسف في قطاعات معينة، التي لم تهتد إلى استعمال الآلي، لا ندري لماذا بالضبط؟
ما الفائدة اليوم عندما نطلب من التلميذ الذي انتقل إلى مستوى أعلى بالثانوية بشهادتي العائلية والإقامة والصور، والتصديق على النظام الداخلي على مستوى البلدية، والأظرفة بالطوابع، مثل هذه الأشياء كانت جائزة في السبعينات، لكن اليوم الثورة التكنولوجية غيّرت كل حياة الإنسان.
هذا ليس لوما لأحد، لكن على مديريات التربية في شرق وغرب ووسط العاصمة أن تنتبه إلى هذا الجانب وتتكيّف مع المستجدات الراهنة المندرجة في إطار الرفع من مستوى التعامل مع التكنولوجيات الحديثة، وهذا من خلال إقامة مصلحة للإعلام الآلي أو وحدة تتكون من مساعدين أو مساعدات في التربية للإشراف وتسيير عملية إعادة التسجيل، خاصة بالناجحين وفق صفحات عبارة عن ملف يفتح من جديد لصاحبه، يكون مشفوعا بالمعطيات الضرورية اللازمة والعملية ليست معقدة بتاتا ولا يتخوف منها العمال الذين اعتادوا العمل بالقلم، كل ما في الأمر هو تكوين لا يتجاوز أسبوعا على أقصى تقدير وكل شيء يعود إلى نصابه.
لأنه لا يقبل مواصلة العمل بهذه الطريقة التي تجاوزتها الأحداث وغير مدرجة بتاتا في الحركية الجديدة للسلطات العمومية، التي أوصت في مخطط عملها ببلوغ مرحلة متقدمة ومتساوية في رقمنة كل ما يتعلّق بالإدارة ليس فقط على نطاق معروف ألا وهي المؤسسات الكبرى أو في إطار حيز ضيق يتخلص من كل الأوراق المعمول بها وإلى غاية يومنا هذا فإنه تمّ الإستغناء عن حوالي ٣٧ وثيقة إدارية اعتاد الكثير المطالبة بها في كل مرة، والعملية جارية على قدم وساق لتقليص المزيد منها وهذا وفق نظرة متفحصة بعيدا عن التسرع أو الارتجالية، يقابلها في ذلك بناء منظومة متكاملة في المعلوماتية .. وهذا التحدي يستدعي رفعة مهما كان الأمر.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024