سلوكات يومية!

هامش الاختيار ضئيل... ؟

حامد حمور
19 جوان 2017

تركّز العائلات الجزائرية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان اهتمامها بشكل كبير على اقتناء ملابس الأطفال، والتحضير بشكل جيد لعيد الفطر من أجل إدخال الفرحة والبهجة في نفوس الأولاد الذين ينتظرون بشغف كبير ارتداء الملابس الجديدة.
ومعظم الشوارع الرئيسية مكتظة عن آخرها في سهرات رمضان كما يلاحظ، حيث يتوجه الأولياء إلى محلات الملابس التي تعرض منتوجات مختلفة سواء المحلية أو المستوردة..لكن حدث وأنّ «المهمة» لن تكون سهلة بالنسبة للأولياء الذين كثيرا ما يصطدمون بـ «عقلية» التاجر التي ترسّخت في ذهنه في السنوات الأخيرة من خلال عدم ترك هامش الاختيار للزبون..كيف ذلك يا ترى ؟
فالتاجر لا يعجبه «الاختيار الواسع» بمعنى أنه إذا أراد زبون شراء قميص مثلا عليه أن لا يتعدى اختياره رقما صغيرا، وإلا تبدأ النرفزة تدخل «الميدان ويفسد السوق» كما يقال. وسألت أحد التجار عن هذه الظاهرة فقال: «أعرف جيدا الزبون الذي يأتي للمحل من أجل اقتناء الملابس، فالخبرة علمتني هذه النقطة البارزة في مهنتنا..فتجدني أدقق في طريقة دخول الزبون للمحل، وكذا الكيفية التي يعاين بها المنتوج، في حين أن أكبر نسبة من الأشخاص الذين يدخلون الى المتجر فمن أجل التنزه أو الاستفسار عن الأسعار والقيام بالمقارنة فقط، لذلك لا أبالي برد فعلهم وأفصلها من الأول بطريقتي».
لكن يبدو أن في كثير من الأحيان قد لا يمكن معرفة «نوايا» الزبون ممّا يترك صورة غير لائقة عن التاجر والمحل، خاصة أنه بإمكان المستهلك الاقتناع بطريقة شرح التاجر لنوعية لباس معيّن، وقد يخفّض سعر هذا المنتوج ويدفع الزبون لاقتنائه، وهنا تدخل فعلا «فنيات التجارة» التي تجلب الزبون والتي نلاحظها عند بعض التجار الذين تعلموا «عمق» هذه الحرفة، إذ بإمكانه «قلب» كل رفوف المتجر من أجل تلبية رغبة المستهلك..لكن للأسف الشديد لا يوجد الكثير منهم في أيامنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024