الكثير من المهنية.. قليل من المتعة

نورالدين لعراجي
02 جوان 2017

تحولت ظاهرة «الكاميرا المخفية» إلى كابوس وإزعاج للمشاهد متسببة في حالة من الإحباط لا أول ولا آخر لها، تاركة خلفها تساؤلات بالجملة يرددها العام والخاص، ناهيك عن الاستياء الذي أظهرته حالتا الحسرة والنفور على ردود الأفعال، نظرا للضرر النفسي، المعنوي، الجسدي والشخصي الذي قد يلحق بالضيف، إضافة إلى البهدلة المترتبة عن بثها تلك الفواصل والهوامش لما فيها من مساس كبير بالشخص محل السخرية وليس الضحك المقصود.إدخال الفرجة وإمتاع المشاهد بطرق سلمية حضارية بعيدا عن أساليب التهديد والضغط والاختطاف وتكريس عمل الجماعات الضاغطة، عكس ما وقفنا عليه في بعض قنواتنا لا علاقة له بالمهنية، بل إن برمجة هذه الحصص إساءة للذوق وللثقافة بتكريسها العنف المسلط وفرض منطق القوة والترويع والحيل البوليسية في التعامل مع الضيوف، ناهيك عن اللجوء إلى تدابير بعيدة كل البعد عن أخلاقنا وتربيتنا خلال استضافة بعض الضيوف النشاز.
إذا كان المقصود منها تشويه صورة المثقف وتقزيم المهنة بكل الوسائل، فهي إساءة للقناة نفسها، ولا عجب أن توضع بين أيادي ليست لها سابقة في محاورة السيناريو والإخراج والتأليف والخشبة، و بعيدة عن الاحترافية .وحق لها أن تفعل ما شاءت ومتى شاءت.
إن رفض هذه الممارسات ليست مهمة الضيف وحده، بل هي مهمة الجميع بداية من المشاهد إلى مخرج الحصة، باعتباره طرفا أساسيا في المعادلة، يبحث عن النجاح والشهرة، وهذا النجاح ليس على حساب كرامة المواطن وشرفه لتتحول بعد ذلك إلى قضية رأي عام، الكل شريك فيها ويتحمل عقبات وزرها وتداعيات هذا الإفلات المتسبب في إزعاج المشاهد وتشويه صورة الشاشة بدواعي الترفيه المجاني.
هناك أخلاقيات وضوابط تفرضهما المهنة وحريات شخصية يجب أن تحترم  وهي بمثابة الخط الأحمر لا ينبغي في أي حال من الأحوال تجاوزها أو المساس بها أو التعرض لها تحت أي طائل .
صحيح الفرجة هي إسعاد الأنفس والترويح عنها والمتعة أن يتقبل ضيفك مكيدتك بصدر رحب وليس أن يتفوه بكلام سوقي ونعوت بذيئة سوقية في نهاية الدور، ليكون الاعتذار أقبح من الذنب نفسه والخاتمة «اسمحلي كاميرا كاشي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024