تبقى خيارات التخندق في قائمة دون غيرها للمرور إلى ضفة برلمان 2017 من بديهيات العملية الانتخابية، باعتبار الطموح مشروعا لكل إنسان، فما بالنا بالمناضل الوفي لبرنامج حزبه ولديه رغبة في ممارسة فترة انتخابية، وان كان منطق ولاء المناضل لحزبه ليس بالضرورة حتمية مطلقة بل هي نسبية، خاصة في مجتمع مازالت مرجعيته في مثل هذه المواعيد بالمدن الداخلية تحتكم الى النظام القبلي او العروشي تحديدا، يجعل الاصوات، كمؤشر استباقي لميل الكفة نحو تشكيل سياسي دون آخر... الأمر لا يستند الى معيار موضوعي او منطق سالف، بل ان النزعة هي من تتحكم في مناطق يسودها هذا المعيار القبلي، فالى متى تبقى هذه العقليات سائدة كلما حل استحقاق انتخابي ثم يطفو ويأفل خبثه ليعود مع موعد آخر وكأنها مواسم الرداءة تجمع شتاتها.
بعيدا عن نعرات حاول بعض المترشحين القفز عليها، لاستمالة اصوات خارج المنظور مع الضرب على نواقيس القيم والأخلاق، اهتزت جامعة باتنة أمس في اللحظات الاخيرة من عمر الحملة الانتخابية على شجار عنيف بين تنظيمين طلابيين سببه الداء نفسه، وفي لمح البصر تحول فتيله داخل الحرم الجامعي الى ساحة اقتتال باستعمال الاسلحة البيضاء وحديث عن عديد الجرحى.
وهي تشرف على نهايتها نأمل ان يتجرد المترشحون من شعارات تجاوزها الزمن، لان البقاء للأصلح، للكفاءة والخبرة، ومجالات السباق مفتوحة امام الجميع، لتبقى خيارات الشعب في الذهاب بقوة الى صناديق الاقتراع هي الخيار، اما الفوز بمقعد داخل البرلمان من عدمه فتحصيل الحاصل.