معايير في اتجاه الاحتراف الحقيقي...!

تحسّرتُ خلال الأسبوع الماضي عندما سمعتُ ردّ فعل مسيّري مولودية وهران، الذين أرادوا التمسك باللعب في ملعب بوعقل في نصف نهائي كأس الجزائر، في الوقت الذي قرّرت فيه لجنة التنظيم إجراء هذه القمة بملعب الشهيد زبانة، الذي يتوفر على كل المقاييس الضرورية من حيث السماح لعدد معتبر من الجمهور حضور اللقاء، وكذا عدم إحساس الفريقين بالضغط مقارنة بالملعب الأول، وهذا شيء تنظيمي في رؤية تسير نحو الأمام.
ولحسن الحظ راجع المسيّرون المعنيّون موقفهم، وسارت الأمور إلى الشيء الذي تمنيناه، وستلعب اليوم في ملعب زبانة، وبالتالي تغلّبت حوصلة المنطق الذي يزيد وينمّي نظرة زيادة خطوات ملموسة في نظام الاحتراف.
فقد كانت هذه محطة مميزة لتغيير بعض التصرفات التي تمنّينا عدم سماعها أو رؤيتها للسماح “للعقلية الاحترافية” تجسيد كل نقاطها على الميدان، لأنّنا نرى أنّ العمل وحده في الميدان هو الذي يؤدي إلى نتائج كبيرة. وحتى أنّ عاملي الأرض والميدان لم يصبح لهما حصة كبيرة في حسم النتائج، كما يحدث في المقابلات الأوروبية التي نتابعها باستمرار، والتي سمحت لنا التمعّن في الأمر جيدا. وخلصنا للقول أنّ التشبّث بالاستفادة من مبدأ الاستقبال حتى في ظروف غير مناسبة لا ينفع الفريق ولا كرة القدم بشكل عام، لأنّني تذكّرت أنّ في السنوات الماضية تصرف بعض الفرق التي اختارت في أول الأمر ومع بداية البطولة الاستقبال في ملعب كبير يتوفر على كل المقاييس الضرورية، لكنها لم تسجل نتائج كبيرة ممّا اضطر مسيّري هذه الأندية إلى اتخاذ قرار باللعب في الملعب الصغير وممارسة الضغط على المنافس لتحقيق الفوز والنجاة من السقوط، وسط فرحة عارمة للجمهور والمسيّرين واللاعبين، الذين يجسّدون العودة لخطوات عملاقة نحو الوراء للجري وراء النتائج الآنية، في الوقت الذي كان من الأجدر مضاعفة العمل في كرة قدم حديثة تسمح لهم ترقية مستواهم.
كما أنّني وفي هذه المناسبة تذكّرتُ كذلك رأي معاكس تماما للرؤية الأولى، من مدرب لم يعمل كثيرا مع مولودية الجزائر، لكنه ترك بصمته في الفريق، وهو روبير نوزاري، الذي عندما تمّ التعاقد معه اشترط اللعب بملعب 5 جويلية وإلاّ لا ينفع الاعتماد عليه، والنتائج التكتيكية مازال “الشناوة” يتحدّثون عليها إلى حد الآن...!!