الانفراج قادم

دفوس فضيلة
06 ديسمبر 2016

لا شك أنّ المتتبّع لأطوار الأزمة السّورية، يستشفّ من تطوّراتها الميدانية بأن النّظام ماض إلى ريح معركة الإرهاب ودحر مجموعاته الدومية التي باتت هزيمتها تقترب بعد أن خسرت جلّ المدن التي كانت تسيطر عليها، وأصبحت تبحث عن منافذ للفرار وتفاوض من أجل المغادرة.
إلى وقت قصير لم يكن أحد يتصوّر بأنّ خيوط الأزمة السّورية قد تفكّك يوما لما بلغته من تعقّد وتشابك، ولم يكن يخالج أحدا بأنّ الكفّة ستميل إلى صالح الجيش السّوري، الذي نراه يتحكّم في زمام الوضع بفضل الدّعم الذي يتلقّاه من روسيا، التي لم تقرّر الدخول عسكريا في سوريا إلاّ بعد أن تأكّدت بأنّ التّحالف الدّولي الذي تشكّل بزعم محاربة الإرهاب لم يكن في واقع الأمر غير حلفٍ داعم له من خلال تدريب وتسليح وتعزيز صفوف ما يسمّى بالمعارضة المسلّحة، والتي يعتبر جزء كبير منها مجرّد تنظيمات دموية.
التدخّل الرّوسي صحّح الوضع في بلاد الشام، ووجّه الحرب على الإرهاب في اتّـجاهها الصّحيح، وهو مواجهة المسلّحين الذين استباحوا الدّماء ودمّروا البلاد، لكن لا يمكن أن نحصر عوامل الانتصارات الميدانية التي يحقّقها الجيش السّوري في الدّعم العسكري والدبلوماسي اللّذين يتلقّاهما من روسيا فقط، فهناك أيضا المقاومة الباسلة والصّمود التّاريخي الذي يبديه السّوريون في مواجهة وإجهاض المؤامرة التي وقّعت فصولها السّوداء العديد من الدّول من بينها - للأسف الشّديد - دول عربية، رهنت أموالها وإعلامها لإسقاط النّظام السّوري دون أن تحقّق هذا الهدف، ودون أن تحرّك المآسي التي يعيشها أبناء الشّام منذ ٦ سنوات شعرة من رأسها المهمّة القذرة للمتآمرين على سوريا اقتربت من نهايتها، ومع مؤشّرات الانفراج يبقى التّساؤل المشروع، هو معرفة مصير الإرهابيّين الذين يتمّ دحرهم من هناك، فالخوف كل الخوف من أن يتم نقلهم إلى منطقة أخرى لإشعالها حربا جديدة تأتي على الأخضر واليابس، ومعلوم أنّ وسائل الإعلام السّورية لم تعرض أي صور لإرهابيّين سلّموا أنفسهم، فإلى أين سترحل جحافل الدّمويّين الذي كوّنهم المتآمرون تحت مسمّى المقاتلين الأجانب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024