لنستدرك التّأخّر

جمال أوكيلي
05 ديسمبر 2016

إعادة النّظر في المواقع الإلكترونية التّابعة للجماعات المحلية من بلديات ودوائر وولايات وما تبع لها من مصالح خدماتية، وذات مهام أخرى ضرورة مهنية في الظرف الراهن، المرتبط ارتباطا وثيقا بالإستراتيجية الجديدة على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والرامية إلى دعوة المنتخبين إلى الانخراط في هذا المسعى من خلال إدخال حيوية على أساليب التسيير.
القدوة اليوم جاءتنا من الوصاية أي وزارة الداخلية والجماعات المحلية، التي أدخلت تغييرا جذريا على موقعها، وهذا بتحيينه وتزويده بالمعلومات اللاّزمة وجعله في نهاية المطاف أقرب إلى المواطن في إقامة جسور التواصل معه، وتسهيل عليه مشقة التنقل وتعقيدات البيروقراطية وممارسات إدارية أخرى.
ونتساءل دائما: لماذا مواقع الجماعات المحلية متأخّرة لا تواكب المستجدّات من النّواحي المهنية خاصة كتطعيم هذه الفضاءات بمعلومات في مستوى الأحداث الجارية؟ ولماذا الإبقاء على معطيات تعود إلى سنوات خلت بدلا من تخصيص لها ملف يسمى «الأرشيف»؟ هذه الانشغالات يطرحها الإعلاميون بالدرجة الأولى، والمهتمّون بهذا الشأن اعتقادا منهم بأنّ كل ما يريدون في متناولهم، لكن الأمر غير ذلك.
لذلك، فإنّ الاحتمال الأكثر ورودا لتفسير هذه الظّاهرة إما أن تكون مادية نقص في الجانب المالي أو أنّها مسألة تقنية بحتة، لا يستطيع هؤلاء التحكم فيها من ناحية ما يعرف بالدّيمومة، ناهيك عن التكاليف كما أوردنا ذلك، وهذه الإكراهات هي التي أدّت إلى عدم الاكتراث بهذا الجانب التكنولوجي.
الانطباع الأولي الذي نخرج به ممّا نقله لنا المراسلون هو أنّ المواقع الإلكترونية للجماعات المحلية غير محيّنة، ولا تخضع لأي متابعة يومية، قصد تغذيتها بالمزيد من المادة من قبل المشرفين عليها، وهذا ما يتناقض كلية مع مقتضيات المرحلة الرّاهنة التي تستدعي أن تكون المؤسسات القاعدية في المواقع الأمامية لخوض هذه المعركة التّنموية المحلية، غير أنّ للأسف الواقع غير ذلك.
والقلة القليلة أي عيّنات تحسب على أصابع اليد لبعض من الولايات من تحمل هذا الانشغال على محمل الجد، والدليل على ذلك يكفي فقط النّقر على زرّ معين لإطلالة على أي صفحة لتجد نفس الأخبار تتكرّر عمرها يتجاوز الـ ٥ سنوات، كان بالإمكان حذفها وعدم عرضها على المتصفّحين لمحتواها.
ولا توجد أي فواصل بين خلية الاتصال على مستوى الولاية والموقع الإلكتروني، الأولى تكمّل الثانية وهذه العلاقة التّفاعلية المهنية تعدّ ضرورية بالنسبة للإعلامي، الذي يبحث دائما عن المعلومة ليدعّم بها مقاله، خاصة ما تعلّق بالإحصائيات والتّواريخ التي تساعده في بناء عمله اقتناعا منه بأنّ الموقع لا يعوّض مبادرة الإعلامي خارج هذا الجهاز الإداري، لكنه أي الموقع يساعد الإعلامي على الاستفادة من معلومات معيّنة شريطة أن تكون جديدة لأنّها تموت بفعل الوقت الذي مرّ عليها.
لذلك فإنّ الإعلام المحلي اليوم يعدّ ركيزة أساسية في المنظومة الشّاملة لعملية الاتصال (المرسل والمتلقّي) في الاطّلاع على المعلومة الصّحيحة، تكون دائما بالمرصد للإشاعة، وعلينا أن نعي هذه التحديات وهذا بفعل بسيط جدّا يسمّى الاتّصال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024