عديدة هي المهرجانات الثقافية التي نشهد فعالياتها هذه الأيام، في المسرح والسينما والموسيقى والأدب، وغير ذلك من سماوات الإبداع الواسعة.
ولعلّ ما يجمع بين هذه التظاهرات، ما عدا قيمتها الإبداعية بطبيعة الحال، هي تأثر ميزانياتها بتدابير ترشيد النفقات، أو ما درج الناس على تسميته بالتقشف، وذلك إثر الأوضاع الاقتصادية التي تعرفها البلاد، وأجزاء عديدة من العالم.
جميع هذه المهرجانات دون استثناء تأثرت ميزانيتها، فمنها ما قلّص إلى الثلثين، ومنها إلى النصف، بل هناك ما وصل إلى أقلّ من ذلك، وخلق ذلك كثيرا من التشاؤم في أوساط المثقفين والمبدعين والمنظمين، وتساءلوا إن كانت هذه المهرجانات ستحافظ على استمراريتها.
وهنا تصاعدت أصوات انقسمت إلى شقّين: شقّ أوّل تنبّأ بسقوط عديد المهرجانات في العجز، وعدم قدرتها على مواصلة البقاء. وشقّ ثانٍ، بقي متفائلا واعتبر بأنّ الأمر لا يعدو عن مرحلة وجيزة يجب تحمّلها والصبر عليها، بمعنى أنها مجرّد «سحابة صيف».
أمّا منظمو المهرجانات، فيمكن القول إنهم يمثلون الشقّ الثالث، لأنهم فضّلوا التأقلم مع الأوضاع الجديدة، وحاولوا جاهدين الإبقاء على مستوى وجودة تظاهراتهم بأقلّ الإمكانيات، وهنا يظهر الفرق بين النظرية، وأرض الواقع.
إنّ من بين ما لحظناه إلى غاية الآن تخلّص المهرجانات من مظاهر البهرجة وزوائد الاحتفال، والتركيز أكثر على المضمون.. أمّا إن كانت ستحافظ على استمرارية أخرى أم لا، فتلك مسألة أخرى، يلعب فيها المموّلون دورا لا يجوز لنا التغاضي عنه.
رُبّ ضارّة نافعة..
بقلم: أسامة إفراح
27
نوفمبر
2016
شوهد:443 مرة