كشف المغرب عن نواياه المغرضة خلال قمة إفريقيا ـ العالم العربي بمالابو، عندما أراد نسف أشغال هذا الإجتماع بمجرد أن وجد الوفد الصحراوي في القاعدة يشارك كعضو كامل الحقوق لتثور ثائرته، وتنتابه الهستيريا لرؤية الصحراويين يحظون بكل ذلك التقدير والاحترام في الوسط القاري.
ومما جرى من مناورات خفية ومحاولات يائسة، فالتاريخ يشهد ويسجل كل المواقف، لكن ما يتطلب الأمر الإشارة إليه هنا، ذلك التسلل للغرب إلى هذا الفضاء الإفريقي دون إذن لم يحترم إجراءات الإنضمام المنصوصة في مواثيق الإتحاد الإفريقي، وهذا في حد ذاته تطاولا على روح تعهدات القادة الأفارقة الذين حددوا بدقة الكيفية التي تسمح لكل من يريد الانضمام بالطرق القانونية المتعارف عليها.
وإلى غاية يومنا هذا، فإن المغرب يعد خارجا عن الاتحاد الإفريقي، بدليل أن طلب انضمامه الموجود على مستوى الأمانة العامة، لم يدرس بعد بدليل أن الأوساط السياسية في المغرب تقول بأنه مازال في الأدراج بعد دخوله شهره الثاني، فمن مهد دخول هذا البلد إلى إجتماع مالابو، دون أن تكون هناك موافقة من قيادة الاتحاد الإفريقي وماهي الأغراض الكامنة وراء مثل هذا التحايل؟
هذا البلد أراد هذه المرة أن تكون عهده مع الاتحاد الإفريقي من تلك البوابة بعد فشله في مواعيد سابقة كيف ذلك؟ أولى محاولة الخاسرة هذه هو وضع الصحراويين في زاوية ضيقة، من خلال السعي لطردهم من هذا المجال الحيوي، وإعطاء الإنطباع للرأي العام مايقع، وهذه استراتيجية تافهة مردودة على أصحابها.
وعليه، يجب أن ندقق فيما نقول هنا، حتى نكون الأمور واضحة، فما حدث كان إطاحة بمخطط محكم أراد اصحابه إعادة الإعتبار لبلد لا يريد الإنصياع لقرارات الاتحاد الإفريقي، بخصوص المسار القانوني للانضمام، فالذين انسحبوا لا علاقة لهم بهذا الإطار الجامع للأفارقة، وإنما أدرجوا هذه الحركة ضمن مؤامرة خفية نسجت خيوطها من قبل للأسف لا تمت بصلة للأعراف الدبلوماسية المعمول بها.
لذلك، فإن ما وقع تصنفه ضمن خانة «اللاحدث» لأن الواقفين وراء هذا العمل اصطدموا بحقائق لم يتوقعوها من باب الموقف الموحد للأفارقة، في مواجهة التأثير خارج الإتحاد ومحاولة تسجيل البعض من النقاط التي تحاورتها فيما سبق.
وهذا وعي سياسي إفريقي لا حدود له، يستحق كل الإشادة والتنويه، يترجم روح المسؤولية العالية، في عدم ترك أي أحد يدوس على قوانين الاتحاد الإفريقي.
هذا الشرخ الذي أراد المغرب إحداثه في تماسك الاتحاد سيكلفه مستقبلا، من زاوية أنه بصدد عزل نفسه بنفسه من خلال إعتماده لسياسة الهروب إلى الأمام، والقفز في المجهول وحتى المغامرة، هذه النعوت التي تطلق على ما يسير عليه هذا البلد، كونه يرفض الشفافية في الانضمام معولا على أساليب مخالفة للقوانين كاستعمال الحيل المرفوضة في الحوليات الدبلوماسية.
لذلك فإن الأفارقة لم يتجاوبوا مع هذه الدعوة وألتزموا بالخط المتبع منذ تأسيس الاتحاد وغير ذلك فإنه ليس مقبولا بتاتا كمحاولة فرض واقع جديد، لهذا الانضمام لا يمكن للمغرب أن يكون عضوا مادام لم يخضع للإجراءات في هذا الشأن وحتى طال الزمن أم قصر فإنه يسهر على الطرق المعروفة لدراسة طلبه، ليفصل فيه وفق قوانين الاتحاد ولا يسمح لأحد أن يخصص له المكان بالمجان، دون شروط أخرى منها عدم المساس بمقعد الصحراويين.
خيبة سياسية أخرى
جمال أوكيلي
25
نوفمبر
2016
شوهد:337 مرة