لا يختلف إثنان على أن التحكيم في كرة القدم يلعب دورا بارزا في المستوى العام للعبة، ويسير ضمن الاستراتيجية المعتمدة من طرف الإتحادية لتطوير كرة القدم الجزائرية التي دخلت عالم الإحتراف منذ عدة سنوات.
وبالتالي، فإن الأنظار تتجه في كل أسبوع إلى صاحب «الصافرة» الذي يكون تحت المجهر طيلة فترات المباراة كون قراراته حاسمة ويكون لها أثر مباشر في معظم المقابلات على النتيجة.
وفي حالة إرتكاب أخطاء من طرف الحكم، فإن المباراة ستفقد توازنها حيث حدث وأن الحكم نسيب احتسب ضربة جزاء في الأسبوع الماضي لاتحاد العاصمة في مباراته أمام شبيبة القبائل والتي أثرت على النتيجة، الأمر الذي دفع بالفاف إلى معاقبته بحرمانه من إدارة المقابلات إلى غاية نهاية الموسم الكروي الحالي وذلك خلال اجتماع المكتب الفيدرالي الأخير.
وتأتي هذه «العقوبة» في ظل الأخطاء العديدة المرتكبة من طرف الحكام الذين في غالب الأحيان تكون مهمتهم جد معقدة من خلال النقل التلفزي «الدقيق» كون الإمكانيات التقنية تسمح حاليا بإعادة اللقطة لعدة مرات ومن كل الزوايا الممكنة، مما يبيّن في العديد من الحالات أن القرار لم يكن صائبا من طرف الحكم الذي يعتمد على العين المجردة وفي ثانية واحدة للقطة.
ومن جهة أخرى، فإن الأندية تكون دائما حريصة على عدم تضييع أية نقطة بسبب خطأ تحكيمي .. ولو أننا نجد أن تصريحات المدربين تصب في معاتبة الحكم على قراراته ويحملوه مباشرة مسؤولية الإخفاق بالرغم من أن أداء فرقهم هو السبب الرئيسي في ذلك في العديد من المرات.
وكل متتبعي الكرة يتفقون أن «الموجة الجديدة» من الحكام الجزائريين لها إمكانيات كبيرة واعتمدت على تكوين مميّز ووفرت لها إمكانيات تقنية معتبرة مما جعل عديد الحكام الجزائريين يتألقون في المنافسات الدولية .. لكن الضغط في المقابلات المحلية قد يؤثر على البعض منهم بحدوث أخطاء تحكيمية ولو أننا أصبحنا نرى مثل هذه الأخطاء في أكبر البطولات في العالم.
ويبقى التحكيم دائما في محور لعبة كرة القدم، وما إدخال التعديلات والاعتماد على التكنولوجيا «الكرة الذكية» والاستعانة بالفيديو لدليل على أن «الأخطاء التحكيمية» موجودة في كرة القدم.
وتحدثت يوما مع حكم جزائري ذو خبرة كبيرة في ميدانه، وسألته عن أحسن حكم قال لي: «أحسن حكم هو الذي يدير مباراة ولا يتكلم عنه أي أحد ...».