وصف بمشروع القرن. هو أكبر إنجاز بقطاع الأشغال العمومية على الإطلاق. حلم راود الجزائريين منذ سنوات، تطلعوا إليه بشغف لقناعتهم بأنه ينهي كابوس التنقل على مسافة تتجاوز 1200 كلم: إنه الطريق السيار شرق - غرب الممتد من بن مهيدي غربا إلى أم الطبول شرقا. مشروع جدير بأن تتوقف عنده “ورشات الشعب” لهذا الخميس وتقدم أدق التفاصيل.
عظمة الإنجاز، الذي احتل الأولوية في برنامج رئيس الجمهورية وشرعت في تشييده الشركتان الصينية واليابانية مناصفة بناء على المناقصة التي أطلقت في 23 جوان 2005، تكمن في ما وفره من مناصب شغل وتحريك الآلة الاقتصادية والتجارية وتقريب المسافات البعيدة.
عظمة الإنجاز تكمن كذلك في المنشآت الفنية التي يتوفر عليها المشروع الذي صنف ضمن الإنجازات الكبرى لرئيس الجمهورية، ممثلة في 400 ممر أرضي، 100 جسر عملاق، 700 جسر لربط المحور الرئيسي للطريق بالشبكة الحالية، بحيث لم تعد هناك ولاية معزولة عن السيار شرق - غرب في الجزء الشمالي من الوطن.
شكل السيار شرق - غرب وجهة تشغيل كبرى امتصت أعداداً هائلة من البطالين حاملي الشهادات وغيرهم اندمجوا في ورشات مفتوحة لإنجاز المشروع التاريخي الذي كان حلما تحقق أنهى كابوس الاكتظاظ المروري الذي فرضته الطرق الضيّقة السابقة المعطِّلة لحاجيات الناس المتسببة في حوادث كثيرة.
لم يكن السيار شرق - غرب مجرد فضاء لعبور المركبات بأسرع ما يمكن بغية الوصول إلى المقصد، لكنه مرفق عمومي يتوفر على الكثير من الخدمات زادت في نكهة استعماله وحركت في النفوس شوق اكتشاف الجزائر العميقة والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الساحرة ومعالمها السياحية وأثارها التي تؤرخ لحضارة ضاربة في الأعماق.
على هذا الأساس وجد المسؤولون أنه من الضرورة بمكان تزويد السيار الممتد عبر الأفق البعيدة بمنشآت تؤمّن تنقلهم وتضمن راحتهم.
أنجزت “نفطال”، بعد انتزاع الصفقة المحلية والدولية، 42 محطة خدماتية مجهزة بمختلف المرافق، من توزيع للوقود، فنادق، مطاعم وشبابيك بريدية وبنكية استحدثت أكثر من 400 ألف منصب عمل.
يشكل السيار شرق - غرب الذي يربط بالصحراوي والهضاب، شبكة طرق عنكبوتية تجعل الجزائر تعيش في إقليم متحرك يوفر النمو، الثروة، الشغل ويروّج دوما إلى المقصد السياحي الذي لا تقدر قيمته بثمن.
شريان الحياة
فنيدس بن بلة
24
مارس
2015
شوهد:495 مرة