أرقام في إرتفاع مخيف يستدعي العلاج الجذري

أي حلـول للتسـرب المـدرســـي

عبد القادر حمداوي
01 جانفي 2015

إن ظاهرة التسرب المدرسي عندنا ما انفكت تتسع وتأخذ أبعادا خطيرة دون أن نضع لها علاجا ناجحا لإيقاف التزيف، ومهما اختلفت الأوضاع وتعددت الأسباب، فالعمل الرئيسي يرجع  إلى عجز المدرسة والأسرة لوضع حد لهذه الظاهرة التي قيل الكثير عنها وفُتح نقاش لم يتوقف.

في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى البحث عن تطورات جديدة لإيجاد الحلول لمعضلة التربية، بعدما قدمت الحلول لها وأسهمت بشكل كبير فإذا كان الإصلاح يمس المسائل الجوهرية فإنه لا زال لم يشخص الداء .
التسرب المدرسي من أهم المشكلات التي تواجه المنظومة التربوية التي باتت تستفحل وتتنامى بصورة رهيبة، فكثير من الآباء يترقبون نتائج أبنائهم وجهودهم، لكن للأسف الشديد تظهر مخيبة أمل الكثيرين.
وعندما نحلل هذه الظاهرة التي تمس كل أسرة في ظل غياب سياسة شاملة، نرى أن المشكلة لا تكمن في الجرعات الفائضة فحسب، إنما أيضا في من يتولون تدريس المواد العلمية وأحيانا إبعاد المناهج عن حقيقتها ودروها الهام فكذلك عدم وجود تناسق بين قطاعات التعليم وقطاعات أخرى التي يمكن أن تتلاءم وأن تتعاون على مسألة القضاء على ظاهرة التسرب المدرسي لذلك بذلت الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا جهودا في محاربة الأمية بحيث حققت أهدافها إلا أن المجتمع مازال يرزخ تحت حمل ثقيل من أعداد الأميين الذي يشهد تصاعدا يوما بعد يوم .

كوابح في المنظومة التربوية

إلا أن مسيرة التعليم ظلت تعترضها جملة من الكوابح في حياة المجتمع ولم تفلح السياسة التربوية في التخفيف من حجم المتسربين الذين تلفظهم المدرسة سنويا.
وما زال نظام الامتحانات التقليدية يدفع الكثير من التلاميذ للوصول إلى حفظ المعلومات بصورة تكفي لوضعها يوما دون الفهم.
فالظاهرة وتحليلها في التعليم حسب المختصين عرفت ارتفاعا كبيرا خلال السنة الدراسية. البعض تخلوا عن الدراسة رغم أنهم لم يبلغوا السن والأخرين لم تسمح لهم نتائجهم بمواصلة دراستهم فينقطعون عن الدراسة لأسباب مادية.
 وقد يتأخر الطالب في دراسته، لعوامل عدة نسردها كالتالي:
صرامة النظام المدرسي، بعض المعلمين هم السبب في هروب الكثير من التلاميذ على أساس الإكراه والقهر، ظروف التدريس التي تكون أحيانا وراء نفور التلاميذ، عدم إلمام الكثير من المعلمين بأدنى أبجديات نمو الطفل وحاجاته النفسية.
وهناك أسباب أخرى مكملة تتمثل في برامج التكوين التي تواجه هي الأخرى مشاكل ولا تلبي احتياجات المعلمين، غياب الأنشطة المدرسية الهادفة التي تجعل التلميذ قادرا على فهم الدروس، عوامل المرض والوراثة فقد يكون الطالب غير قادر على التحصيل أو يكون مصابا بمرض مزمن وأخيرا المشاحنات الأسرية وغياب الأب وغلاء المعيشة كل هذه الأمور تؤدي بالتلميذ إلى التأخر في الدراسة.
تشير الدراسات إلى أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون ساعات كثيرة يوميا ويكون قد شاهد أفلام العنف وخاصة في الطور الثانوي بلغت درجة خطيرة وصلت إلى  حد الاعتداء العمدي على الأساتذة ناهيك عن الحد من انتشار سياسة اللاعقاب وعلى المدرسة أن تعالج هذه العوامل الكثيرة والمختلفة لمواجهات هذه الصعوبات.

أسباب متعددة والمشكل واحد

يرجع المختصون في التربية الأسباب إلى عوامل عديدة منها تنظيم الحياة المدرسية وتحديد الرؤية لمنظومتنا التربوية بتكثيف عملية التشاور والحوار بين أهل الاختصاص ودراسة البرامج والأفكار والنظم، كما أنه يتطلب مراعاة حاجات الطفل، ويتعلق الأمر بتسيير وتنظيم المؤسسة التربوية وعوامل أخرى تفشي ظاهرة عدم متابعة الأولياء لأبنائهم أثناء الدراسة.
التلاميذ لا يزالون يصبون في قالب واحد ويدرسون بمناهج وفقرات موضوعة للجميع وأحيانا لا تتناسب مع القدرات والاستعدادات والميول، والآخرون لا يعرفون ما يدرسون.
وكذلك نجد نقص المعلومات عن الدراسة المستقبلية وهذه العملية تتمثل في عدم قدرة التلاميذ على اختبار نوع الدراسة لأنه لا يعرف ماذا بعد غد.
أجمع العلماء على أن العوامل الاجتماعية هي التي تكون سببا في التسرب المدرسي وكذلك تجربة المعلم ومستواه التربوي، زيادة على ظروف التدريس كحجم الأفواج والتوقيت وأساليب المتابعة وتشخيص النتائج فمعالجة هذه الظاهرة ومعظم عناصر هذا التصور هو معرفة الأسباب وكيفية معالجة الإكثار من الحوافز المادية والمعنوية والطرق البيداغوجية وتحسين ظروف التدريس كما يتسم هذا الدور بالمربي وقوته وقدرته على التأثير في التلاميذ، وكذلك على المربي أن يزود التلاميذ بالعلم والمعرفة وأن يوجههم ويرشدهم وأن يكون مثبتا ومعاقبا وهذا ما يجعل من المحافظة على النظام.
كما يمارس المربي دوره في المواقف التربوية حسب تخصصه لمدرس مادة علمية يقدمها بأمانة وبما يلائم مستوى التلاميذ مستخدما أحسن طرق التدريس وأن يتقن مهارة الاستخدام المناسب للدروس وأن يكون حريصا على التعلم والتطور المستمر مع إدراك الفروق الفردية فإن كثيرا من الآباء والأمهات لم يفكروا في الهدف الذي يسعون لتحقيقه من خلال تربيتهم لأولادهم وكيف سيكونون؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024