الطبقة السياسية إلى أين؟

حكيم/ب
13 ديسمبر 2014

تعرف الساحة السياسية في الجزائر، حراكا كبيرا هذه الأيام من خلال تنشيط التجمعات الشعبية ونقل النشاط خارج العاصمة بعد غياب دام أشهر. ويسعى كل تيار إلى تمرير أفكاره ومحاولة إقناع الجميع بأنه على حق.
وتتقاطع الأحزاب في الحديث عن الحساسية والمرحلة التي تمر بها البلاد وضرورة وضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار ولكن يبقى التفاعل مع المبادرات ومضامينها يطرح أكثر من سؤال حول قدرة الطبقة السياسية على التفاعل والتموقع سواء من أحزاب الموالاة، أو ما تطلق على نفسها المعارضة.
فالتيار الأول الذي يدعو للاستقرار واحترام مؤسسات الدولة والمتمثل أساسا في حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي لم يعد لهما زمام المبادرة والقوة التي كان يقود بها الساحة السياسية وتجلى هذا بعد حلّ التحالف الرئاسي ومغادرة العديد من القيادات الأمر الذي جعل أحزاب التحالف الرئاسي تفك الارتباط.
واختارت العديد من الأحزاب سياسة الهروب للأمام وتبني الكثير من الخطابات الكبيرة عن واقعها وكذا تفضيلها السب والشتم والتجريح في بعضها الأمر الذي زادها عزلة عن المجتمع.
وتواصل المعارضة تسويد كل شيء بما فيها مبادرة حزب جبهة القوى الاشتراكية التي خرجت عن الشذوذ السياسي واقترحت مبادرة اعتبرها الكثيرون إيجابية لأنها تتضمن أفكارا ومقترحات بعيدة عن تسويد الواقع وهو ما جعلها محل احترام الكثيرين، وأيّدتها أكثر من 37 شخصية سياسية وأحزاب لامتصاص الفوضى السياسية، وتمهيد الأرضية لعمل سياسي يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار ويقلص من سياسة التهجم على كل شيء.
إن وقود الطبقة السياسية في الجزائر ومنذ زمن التعددية لم يتغير خاصة من خلال العنف اللفظي الذي يعتبر وراء الكثير من السلوكيات السلبية، التي باتت تطغى على المجتمع بالحملات الانتخابية التي تعتبر “بارومتر” الطبقة السياسية، ما أظهر الكثير من الأمور السلبية التي جعلت الكثيرين يطلّقون السياسية، وحتى الحل لن يكون غدا في ظل استمرار نفس الظروف والمعطيات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024