في السابق كانت ظاهرة التبذير، تكاد تقتصر على مادة الخبز وبعض المواد الغذائية على غرار الدقيق والفرينة، لكنها الآن أصبحت تشمل المواد الاستهلاكية الواسعة الاستهلاك والمدعمة نظرا لسعرها المنخفض، لتشمل الحلويات الرمضانية والفواكه، التي ترمى من حين لآخر بشكل عشوائي مع كل صباح، علما أنّ أسعار هذه الحلويات في حد ذاته يتطلّب ميزانية، إلى جانب إقدام البعض على رمي الفواكه سواء طازجة أو على شكل «مقبّلات» حيث يضاف إليها مادة السّكر والعصير.
أضحى التبذير ظاهرة اجتماعية مقلقة، تتطلّب تضافر الجهود للتقليل من انتشارها وسط الأحياء والمدن، باعتبار أنّ خسائر التبذير مرتفعة ويمكن تجنّب حدوثها، إذا تم التركيز على مواجهتها بالطرق المحنكة والخطط الذكية، ومن الضروري الإشارة، أنه لا ينبغي أن تقتصر حملات التحسيس ومحاولات التوعية على شهر رمضان، والمطالبة باستمرار ذلك طيلة أشهر السنة، علما أنّ عملية النهي عن التبذير داخل المنظومة الاجتماعية يجب أن تتم بطريقة لبقة، ويكون تقديم النصح من أجل تغيير السلوكات غير المقبولة من طرف الإمام في المسجد والمعلّم والمختصين وعبر وسائل الإعلام وما على غير ذلك، ومن جهة أخرى يسند جانب من المسؤولة للأسرة التي يبنغي أن يشب فيها الطفل على عدم التبذير.
أيام معدودة وينتهي شهر الصيام، وقد وجب على الفاعلين الاستمرار في التوعية بعدم رمي الخبز وبعض الوجبات الجاهزة بعد اقتنائها، ويمكن أن تحرص كل أسرة على اقتناء ما تحتاجه وتطبخ الكمية التي تحتاجها، وما تبقى يمكن التصدّق به، لتجنّب عدم رمي ما تبقى، أو الاحتفاظ به من أجل استهلاكه في اليوم الموالي، لأنّ التجنّد جميعا لمكافحة التبذير سيفضي إلى دعم أكبر للقوة الشرائية والحفاظ على الميزانية العائلية.