يُنتظر إنجاز 3 مؤسسات استشفائية جامعية كبيرة في بعض ولايات الوطن، مما يساهم في تخفيف الاكتظاظ، وأن يعمل طاقمها الطبي وشبه الطبي على تقديم خدمات أرقى تستجيب لتطلعات المرضى.
إنجاز المنشآت الصحية بهكذا حجم أمر في غاية الأهمية، لكن ما يتطلع إليه المريض أيضا أن يحسن استقباله من قبل الأعوان، وان يتم توجيهه بشكل صحيح الى حيث يريد؛ بمعنى ان لا يتوه في الذهاب والإياب، كل مصلحة توجهه للأخرى، متنصلة من مسؤوليتها، لينتهي به المطاف في العناية المركزة، بعدما كانت حالته لا تتطلب سوى تكفل جيد.
بناء المستشفيات وحده لا يكفي، إن لم يرافق بتكوين ورسكلة جيدة للعاملين بها، فالمنشأة لا تقدم الخدمة وإنما الإنسان. لذلك، فإن الرهان الكبير في المورد البشري المسيّر لهذه المنشآت ولنا في التربية خير دليل، إذ أن هذا القطاع استفاد من أظرفة مالية كبيرة لإنجاز المنشآت، لكن لم يمنع هذا من النقص الكبير المسجل على مستوى الأداء التربوي والتعليمي، وعلى التحصيل والاستيعاب.
لابد من الاستثمار أكثر في المورد البشري وفي الطاقات التي تتخرج كل سنة من المعاهد الطبية وشبه الطبية، ولابد ان تخضع لتكوين في كيفية التواصل مع المريض، خاصة وان هناك سلوكات غريبة وسيئة تصدر من البعض، ومنهم من لا يعرف حتى كيف يتعامل مع المرضى، ويوصل لهم التعليمات التي يجب التقيد بها للعلاج.
ما زال كذلك الكثير فعله في مجال أخلاقيات المهنة التي تعد أساسية في أداء هذه المهنة الحيوية، حتى نتخلص من ظاهرة “الاحتيال” التي يقع ضحيتها الكثير من المرضى، فيصرفون أموالا طائلة ولا يحصلون على العلاج، بعد أن تحولت هذه المهنة الإنسانية إلى “تجارة” تدر الربح الكثير.