أن يُصفِّر الحكم نهاية المباراة قبل انقضاء وقتها الأصلي، وأن يُمنع منتخب من التدرّب بسبب مخاوف أمنية في الجوار، وأن يُعتدى على صحفيين أجانب بالأسلحة البيضاء، فهذا ليس جديدا في «المونديال الإفريقي»، فقد سمعنا عن أغرب من ذلك في هذه المنافسة التي صمدت رغم الداء والأعداء.
كان أهم مشكل يواجه المنافسة الإفريقية في كل مرّة، تزامنها مرّة مع نهائيات المونديال، ومرة أخرى مع الألعاب الأولمبية، منذ أن تأجلت دورة 1967 إلى العام الذي يليه عندما وقعت «نكسة 1967»، ومنذ ذلك الزمن والكل يشتكي من هذا «الانزياح»، وكانت كثير من المنتخبات الإفريقية المتأهلة إلى المونديال تضطر للعب بالمنتخب الثاني حفاظا على صحة ولياقة النجوم.
ورغم أن حل المشكلة كان بسيطا نظريا، إلا أنه تأخر إلى العشرية الثانية من هذا القرن عندما تم تنظيم نهائيات كأس إفريقيا في عامين متتاليين (2012 و2013)، مع الحرص على أن تكون النهائيات في الأشهر التي تنتهي فيها البطولات الأوربية التي تضم أفضل النجوم الأفارقة.
ولأن المشكلات جزء من المنافسة الإفريقية، فإن الوضع سرعان ما عاد إلى ما كان عليه، عندما تأجّلت دورة الكامرون الحالية سنة كاملة، بسبب جائحة كورونا ومشكلات تنظيمية، فعدنا إلى المربع الأول.
ورغم أنف أباطرة الدوريات الأوربية، تمكّن الأفارقة من «انتزاع» نجومهم لمدة شهر كامل ينقضي فيه العرس الإفريقي الذي بدأ بمشكلاته المعتادة، إلى درجة راجت فيه إشاعات تقول بإلغاء المنافسة في أية لحظة.
ولا يبدو أن المنافسة ستتوقف، كما أن مشكلات التنظيم في إفريقيا ورغم غرابتها لا يمكن أن تجد طريقا إلى الحل في المستقبل المنظور، ومع ذلك فإن «المونديال الإفريقي»، ما يزال يصنع الحدث متفوّقا على منافسات قارية أخرى تمتلك من الإمكانات المادية والتنظيمية الشيء الكثير.
إنها إفريقيا أرض العجائب والغرائب، وأرض المشكلات المزمنة، وأرض الإمتاع الكروي والمواهب الكبيرة.