عاهدتم الشعب الجزائري على تحقيق التأهل للدور الثاني في منافسة كأس العالم التي تقام حاليا بالبرازيل فأوفيتم، كنتم رجالا فوق الميدان، آمنتم بقدراتكم وإمكانياتكم الفنية والتكتيكية، أعطيتم كل ما تملكون للوصول إلى المبتغى وإسعاد الجماهير الجزائرية والعربية، قدمتم أداءً راقيا يليق بمستوى اللاعب الجزائري الذي لا يعترف بالمستحيل.
صنعتم الإنجاز الذي انتظرناه طويلا، لم تخيبوا ظن الدولة التي وقفت معكم ودعمتكم، ولم يذهب جهدكم وجهد مسؤوليكم طيلة سنوات سدى.
أثلجتم صدور الجزائريين والعرب والمسلمين والأفارقة، أخرجتم الملايين إلى الشوارع للاحتفال والتعبير عن الفرحة، شرفتمونا ورفعتم رؤوسنا في بلاد “السامبا”، رفرف العلم الذي سالت من أجله دماء كثير من الجزائريين، جعلتم الخصوم وكبار المدربين واللاعبين يعترفون بقوتكم ويحترمونكم، برهنتم أنكم أصحاب التحديات وأنكم لا تستسلمون مهما كانت الظروف والصعاب، أمتعتم ملايين المشاهدين بفنياتكم وحسن تنظيمكم وقوة تركيزكم وفعاليتكم.
تحديتم كل اللحظات الحرجة في المباريات، ووقفتم الند للند للبلجيكيين والكوريين والروس، سلاحكم تشريف الوطن، قلتم للعالم نحن هنا من أجل الجزائر، طبقتم تعليمات المدرب فنجحتم واستحيقتم التأهل.
أدخلتم فرحة كبيرة على الإخوة الفلسطينيين والصحراويين، وأنسيتموهم معاناة الاحتلال والقهر والحصار.
حملتم راية العرب على عاتقكم، فمثلتموهم أحسن تمثيل، وأفرحتموهم رغم المآسي والأزمات التي يعيشها بعض الأشقاء. لقد كنتم محل إشادة قادة ورؤساء حكومات الدول.
كنتم مفعمين بحب البلد ومتّحدين من أجل تشريفه، لم تخيبوا الآمال التي كانت معقودة عليكم، انتصاركم كشف مرة أخرى مدى تعلق جاليتنا بكل بقاع العالم بالوطن.
أنتم فخر الجزائر والعرب والمسلمين والأفارقة.
لقد صنعتم التاريخ، إنجازكم سيبقى راسخا في أذهان كل الأجيال، وسيكون دافعا لها لتحقيق الأفضل.
شكرا لكم يا أبناء الشهداء
تحيا الجزائر
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.