منذ حادثة الاغتيال الإجرامي والبشع للشاب جمال بن سماعين في بلدية الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو، انتشرت حسابات وصفحات الذباب كالفطر، معتقدة أن الفرصة حانت لزرع الفتنة بين الجزائريين، من خلال محاولة اللعب على وتر الجهوية، بعدما أفشلها الجزائريون بهبّتهم التضامنية مع ولايتي تيزي وزو وبجاية تحركت من الولايات 58 لنجدة إخوانهم، فكانت الضربة القاضية على يد والد الشهيد جمال الذي أبان عن وعي كبير عبر موقفه الرصين الذي أطفأ نار فتنة كادت تشتعل.
الجزائر تواجه اليوم أبشع مؤامرة أكبر بكثير من حرائق الغابات، فأيادي الإرهاب والفتنة أرادوها نارا تستهدف الجزائر، تلتهم وحدة شعب قبل الغابات. وكم نحن بحاجة إلى خطاب رصين يجمع ولا يفرّق يداوي الأوجاع ولا يذر الملح على الجرح.
كم نحن بحاجة إلى خطاب والد المرحوم جمال «جيمي»، الذي رغم بساطته أظهر مستوى عالياً من الحكمة والتعقّل افتقدته بعض النخب التي انطلت عليها المؤامرة وانغمس بعضها في نشر خطاب الكراهية والجهوية، للأسف.
الذباب الإلكتروني ومن ورائه «الماك» و»رشاد» الإرهابيتين، مع استخبارات بعض الدول التي تدعمها وتمولها بهدف نشر خطاب الكراهية عبر توظيف جريمة بشعة تكشّف منفذوها ومخططوها للجميع، بينما لم ييأس هؤلاء من محاولة تحميل وزرها لمنطقة بأكملها بالترويج أن دوافعها جهوية وعنصرية وهي مناورة خبيثة تفطّن لها الشعب الجزائري، فلم ينساق وراءها وخرج من الامتحان منتصرا، متمسكا بوحدته عاضّا عليها بالنواجذ.
الشعب الجزائري بهبته التضامنية المحملة برسائل ثقيلة في معانيها ودلالاتها أيّس كل من يتربصون السوء بهذا الوطن، كما يئس الشيطان من رحمة الله وهؤلاء الذباب الذين كثر ضجيجهم في مواقع التواصل، سيعودون أدراجهم إلى مزابلهم - أكركم الله- لأنّ القاذورات التي يتغذّون عليها لا توجد إلا في ديار من أرسلهم.