يعدّ الشباب ذخر الأمة وساعدها المتين في مواجهة التحديات في مختلف المواقع مرتكزا على تراكم إنجازات أجيال سابقة، تعود مآثرهم البطولية، مجددا عشية حلول عيد استرجاع السيادة الوطنية. لذلك فإن هذه الفئة تدرج دوما في صلب السياسات العمومية وتخص بقرارات مرافقة تساعدهم على مواكبة مسار الحياة في كنف الاستقرار والطمأنينة كأطراف فاعلة في الساحة تبدي اهتماما لما يدور حولها وعلى درجة من اليقظة في مواجهة أي خطر يتهدد الوطن.
ويجد الشباب هويته الأصلية ومرجعيته الوطنية في جيل أول نوفمبر الذي أرسى معالم المواطن الجزائري، المحصّن من كل ما يحيط به من مخططات تستهدف الوطن، مسلّحا بالوعي والالتزام، مدركا للمخاطر التي تلوح في آفاق عولمة شرسة، يحاول كثيرون التسلل منها لتمرير مشاريع هدامة تنفضح خيوطها كل يوم.
وفي ظل مناخ منفتح يتكرس باستمرار لإرساء دعائم دولة المؤسسات والقانون يبقى الشباب القوة المحركة لعجلة التنمية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال، التواجد في الصف الأول للتغيير عبر نقل قيم الآباء المؤسسين للجزائر المستقلة حيث القيم والمبادئ النوفمبرية قلبها النابض.
ولا تزال تلك المنظومة القيمية صالحة لتدارك العثرات وتجاوز الإخفاقات وإزالة شوائب لطالما علقت بالذاكرة محدثة أثرا سلبيا في النفوس، وجد فيها المتربصون ببلادنا مادة لترويج مغالطات وتسويق أراجيف، لن تنطلي على الأجيال الجديدة المتمسكة بماضيها والحريصة على مكاسبها والمدركة للمخاطر المحدقة.
من هذا المنطلق كان الشباب دوما في صدارة الاهتمام وفي مقدمة ورقة الطريق للمستقبل، لما يتمتع به من طاقة خلاقة في العمل وإمكانات هائلة في الإبداع والابتكار ومجاراة العلوم والتكنولوجيا لتوظيفها في خدمة المجتمع والوطن. وكان لزاما وضع الثقة وتعزيزها في هذه الثروة حتى تكون في الموعد، وقد كانت كذلك في أكثر من مناسبة، منها المشاركة في ديناميكية التغيير وإسقاط مغامرة مرحلة ما قبل رئاسيات ديسمبر الماضي والتواجد في هذا الموعد كطرف معني مباشرة ليترك بصمته تعبيرا ومشاركة ومراقبة لمسار التغيير.
ومن هذا الرصيد كان لزاما على الإدارات المختلفة الحاملة لمهمة تجسيد برامج التنمية خاصة الجماعات المحلية أن تصغي لهذه القوة الجارفة حتى نكون على السكة السليمة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في مشهد وطني متكامل يتجاوز بكثير طروحات حزبية وتخمينات “شخصيات” يفترض أنها أصبحت تعي أن العمل يجب أن ينصب كلية باتجاه الشباب الجزائري بمنحه المناخ الذي يمنع عنه كل ما يصنف في تثبط العزيمة وكسر الإرادة، ليكون العنصر الحاسم في تجاوز مرحلة التردد نحو أفق تتقاطع فيه الانشغالات والتطلعات المشروعة لا مجال فيها لأي عقدة من الخارج أو لحظة ريب من الماضي، وسيتكرس هذا بالثقة أكثر في الأجيال الحديثة معاملة وإصغاء وتوجيها.