كلمة العدد

بين التكريم وعذب الكلمات

بقلم: حبيبة غريب
07 جوان 2020

 يعود ال08 جوان من كل سنة ومعه ذكرى اليوم الوطني للفنان.. هذه المحطة التي جعل منها القائمون على الثقافة والمهتمون بها مناسبة لتكريم هذا وذاك واستذكار أعمال البعض من المثقفين والمفكرين والفنانين في كل المجالات، ممن يسعفهم الحظ أوتنالهم هبة المحاباة.
وتعود الذكرى ومعها الكثير من الفرح للبعض والكثير من خيبة الأمل بالنسبة لهؤلاء الذين مسهم التهميش والنسيان وبقوا طويلا في الظل بالرغم من مواهبهم وإنتاجاتهم، لا يمسهم تكريم ولا أضواء الشهرة، يكابدون حصرتهم في صمت ومعاناة.
هؤلاء الذين لا يحكى عنهم سوى حين يعصف بهم المرض أويتغمدهم الموت فيصبحون مادة دسمة يتاجر بها الكثير عبر وسائط التواصل الاجتماعي، مبدين لفترة زمنية حسرتهم وتأثرهم ومثيرين نقاشا يملؤه الغضب وسخط ضد المسؤولين... تنديد ما فتئ أن يهجع حين تموت إثارة الخبر العاجل.
 نحتفي هذا العام باليوم الوطني للفنان في ظل وضع استثنائي، فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد وتأثر سلبا بسببه ماديا ومعنويا كثير من الفنانين، الذين لم ينالوا لا الدعم المادي ولا فرصة المشاركة في الأنشطة الافتراضية التي نظمت بالمناسبة، وبالالتفاتة التي قامت بها وزيرة الثقافة بزيارتها لبعض الوجوه الفنية في بيوتهم، أوالهبة التضامنية التي طالت الفنان «بنيبن» والتي انجر عنها تكفل الحكومة بوضعه الصحي المزري.
ونحيي أيضا يوم الفنان على وقع رحيل الممثل المسرحي هيثم حساسني خريج المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري في 2018، الذي انتحر في الفاتح جوان، عن عمر يناهز 21 سنة، بعد أن يئس من إيجاد يد المساعدة، أوباب يفتح في وجه موهبته، لإعطائه ولو فرصة واحدة لإبرازها.
تستوقفنا هنا وعود وزيرة الثقافة مليكة بن دودة وهي تترحم على روح هيثم، وتقول : « كل مساعينا لبناء مشهد ثقافي قائم على المهنية والاحترافية وجامع، بلا إقصاء، إننا نضاعف جهودنا ليحظى الفنانون الجزائريون من كل الأعمار والفئات بحظوظهم».
ويستوقفنا الشعار الذي اختارته الوزارة بالمناسبة والقائل : «بالفنان ننتصر للثقافة والحياة»، ويحلو الحلم بتغيير جميل قادم لا ربما، يعيد للفن الجزائري أمجاده ويؤسس لأرضية فنية وثقافية خصبة يرتكز عليها كل فنان ليبرز موهبته ونتاجه لأنه وقبل التكريم والمحاباة وزيارات المجاملة يحتاج إلى مسرح وساحة وسيناريو جيد ومادة أولية وقاعات عرض ونقد وجمهور يقدر ما تجود به قريحته وإحساسه المرهف.
والفنان قد سئم من «الوعود والكلمات» التي لا تجدي نفعا ولا تغني من جوع ولا تضيء دروب الشهرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024