تؤكد مرة أخرى التطوات التي تشهدها ليبيا أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد المتاح لحل المعضلة التي انزلق فيها هذا البلد الشقيق قبل 9 سنوات كما أن هذا الحل لا يمكنه بأي حال من الأحوال إلاّ أن ينبع من الداخل الليبي و من إنتاج الليبيين أنفسهم و ليس وصفة مفروضة من الخارج أو من أي طرف كان ، لأن كل سيناريوهات الحسم العسكري سقطت في الماء و سقطت و معها مشاريع من راهن على القوة ؟.
إن المبادرات الفردية أو الأحادية الجانب لا يمكنها هي الأخرى أن تشكل أرضية منتجة لأي حل أو توافق ، كما أن دعم طرف على حساب آخر لم ينتج إلا الفشل كما فشل الحسم العسكري، لهذا يفرض الحل السياسي نفسه أكثر و يؤكد أنه الحل الأسرع و الأقل تكلفة و أن المطلوب من الجميع هو دفع الليبيين و تشجيعهم على الحوار و ليس تزويدهم بالأسلحة و الزج بهم في احتراب داخلي يموت فيه الليبيون من أجل تحقيق مصالح و أجندات ليس لهم فيها لا ناقة و لا جمل فيها ؟.
كانت و ستبقى دول الجوار الآلية الوحيدة القادرة على مساعدة الليبيين على الخروج من هذه المحنة و قد كانت الاجتماعات الدورية السابقة لدول الجوار استطاعت أن تؤسس لأطر سياسية كان يمكنها أن تكون خارطة طريق جدية تبدأ بإرساء الثقة مجددا بين الفرقاء الليبيين و من ثمة تشجيعهم على الجلوس إلى الطاولة و البحث عن حل للمحنة التي يمر بها وطنهم بعيدا عن أي تدخلات أو املاءات ؟ و لكن - للأسف- مخرجات آلية دول الجوار لم ترق لبعض الأطراف التي يهمها لا ليبيا و لا شعبها لهذا عملت على التشويش عليها بل عملت على اجهاضها كل مجهودات دول الجوار في التأسيس لحل مستدام في ليبيا .