موتوا بغيضكم

سعيد بن عياد
30 ماي 2020

معروف أن القوى الكولونيالية من حفدة مجرمي الحقبة الاستعمارية الفرنسية، لا تزال آثارها قائمة إلى اليوم، لا يغمض لهم جفن طالما أن الجزائر الأبية تواصل تألقها، رغم كبوات في مراحل سابقة عرفت كيف تنهض منها مجّددا، كما أنجزه الحراك السلمي، الذي أنهى بفضل الوحدة مع المؤسسات السيادية يقودها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، مؤامرة كانت تقود إلى وضع البلاد رهينة مخططات تستهدف السيادة الوطنية وإفراغ الاستقلال من محتواه الوطني، بما يعرض مصالح الشعب إلى المصادرة ضمن شراكة مزعومة، تحمل بذور الفقر والتخلف، انتقاما من أجيال أكدت تعلقها بالذاكرة الوطنية وحرصها على حمل رسالة جيل نوفمبر منارة في مواجهة التحديات.
التحول الدستوري الذي تجسد من خلال انتخابات رئاسية توجت نهاية سنة من الإرهاصات أعاد المسيرة إلى سكتها بتأكيد تلاحم الشعب مع قيادته والعمل كل في مجاله لإعادة بناء دولة القانون التي تحكمها مؤسسات شرعية تحت مظلة إرادة شعبية خالصة يتم العمل لتهيئة المناخ الملائم الذي يسمح لها بالتعبير، من خلال مسار تعديل الدستور الذي وضعت وثيقة مسودته للنقاش الواسع من أجل صياغة دستور توافقي ينهي الغموض ويعيد التوازن للسلطات ويعزز المبادئ الجوهرية التي تمثل القاسم المشترك بين الجزائريين، للتفرغ في وقت قريب لرفع التحديات المصيرية الأخرى المرتبطة بالتنمية وحماية المكاسب المحققة عبر مراحل ميزتها تضحيات وبذل لأجيال مضت وأخرى لا تزال في الميدان.
مواقف صلبة، تم الإعلان عنها منذ مطلع السنة الجارية ووضعت تلك اللوبيات بأدواتها من جماعات مصالح فاجأها التغيير، في حالة استنفار، ومن تلك القرارات تثمين الحراك، رفض الاستدانة الخارجية ومعالجة الأزمة الاقتصادية بإرادة وطنية، عدم التفريط في التاريخ وإنشاء قناة للذاكرة لإبراز التضحيات إبان الثورة التحريرية، الاستثمار في اقتصاد المعرفة والثقة في الكفاءات الجزائرية، التحول إلى اقتصاد منتج خارج المحروقات، رفض أي عمل إقليمي لا يراعي مصلحة الجزائر وعدم قبول التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية وتفضيل الحوار والحلول السلمية للأزمات.
لذلك جن جنونهم بعد أن أصبحوا خارج المعادلة فراحوا يحركون بيادقهم من وراء وسائل إعلام مستقلة في العمل إلا فيما يخدم فرنسا وتصبح بمثابة فيروس سام لمهاجمة بلد كالجزائر، سوى لأن شعبه تفطن مبكرا للمؤامرة وانتهج نمطا تعبيريا سلميا مناديا بالتغيير وتخليص البلاد من براثن قوى استعمار جديد يستثمر في مناخ حرية التعبير وانفتاح على العالم محاولا التشويش على المسار الجديد بإثارة الفتن وترويج مغالطات وبلغ درجة ارتكاب جريمة لا تبتعد عن «إعلان حرب» على شعب يحرص على السيادة الوطنية ولا يقبل إطلاقا التفاوض بشأنها مهما كانت الشعارات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024