مسؤولية الإعلام

سعيد بن عياد
29 ماي 2020

لا يمكن تجاهل ما يحاك لاستهداف الجزائر،، إنها الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن العاملين في حقل الإعلام، حتى لا يسجل التاريخ  بالوقوع بعضهم في الخطأ، إما غفلة أو تنكرا أو «خشانة الرأس»...
صحيح لدينا زخم في الأحداث نتيجة تراكمات لعشريات سادت فيها ممارسات سلبية على مستويات مختلفة، بلغت أوجها في مرحلة العصابة منذ 2012، وبعد ان حاولت» قوى غير دستورية» الاستحواذ على السلطة، قبل أن تسقط من عرشها المزيف بفعل الحراك  ٢٠١٩ في نسخته الأصلية وتحالف الشعب مع الجيش الوطني الشعبي.
لقد أدى كل ذلك إلى صراعات فكرية واختلافات ايديولوجية نتج عنها مناخ مسموم لا يعطي فرصة للالتفاف حول القضايا الجوهرية، مما فتح المجل أمام قوى إقليمية ودولية معادية حاولت الاستثمار في الوضع  الهش عبر مخططات مدمرة سرعان ما انفضحت أمام التفاف الشعب الجزائري حول قراره السيد ورفض أي ابتزاز أو مساومة.
اليوم لا خيار لنا سوى الجلوس مع بعض بكل التنوع والاختلاف في الرأي، وهو رحمة ويمنح قيمة مضافة، لبعث إعلام نوعي راق وصارم لما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية الكبرى للبلاد بالترفع على الخلافات الهامشية ونبذ الفرقة من اجل تفويت الفرصة على الأعداء وهم موجودون يحاولون  اللعب على أوتار الديناميكية الاجتماعية إما بالتسلل إلى الشارع للتوجيه أو تسويق صور مفبركة
حقيقة أحبط الجزائريون أكثر من مؤامرة في مختلف مراحل المسيرة الوطنية بفضل الحسّ الوطني والتمسك القوي بالمثل القائل «خوك خوك لا يغرك صاحبك»، ويعرف كيف يعالج مختلف المسائل بالهدوء والإصرار والجنوح إلى الحوار الشامل بالمعايير الديمقراطية، وفي تجربة الحراك الدليل على أن المواطن الجزائري لا يمكن جره إلى ما لا يخدم مصلحته ومصالح بلاده.
إن العدمية التي حاول البعض نشرها في الشارع سقطت ولا يمكن أن توهم مغالطاتهم الناس مثل رفض كل شيء والتشكيك في كل شيء، وسوف تنتصر إرادة الجزائريين في الدفاع عن سيادتهم وتجاوز الظروف الصعبة وفي مواجهة وباء كورونا الدرس البارز من خلال الهبة الواسعة في عالم لا مجال فيه للعاطفة.
ما بدر عن وسائل  إعلام فرنسية لطالما تشدقت بالحرية والمهنية دليل على أن مراكز النفوذ في باريس لا تزال رهينة أحفاد مجرمي الحرب خلال الثورة التحريرية مثل شال وموريس وبابون وغيرهم من الدمويين الذين يدينهم التاريخ ولا يمكن لشعارات براقة أن تخدع الأجيال الحديثة، التي لديها من الفطنة واليقظة ما يجعلها على دراية بما يحاك ضد الجزائر الأبية الرافضة إلى النخاع أي تنازل عن سيادتها المنتزعة بتضحيات تبقى القاسم المشترك ومصدر المناعة، وهو ما ينبغي ان يبرزه الإعلام بكل توجهاته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024