احتفل الشعب الجزائري بعيد الفطر في أجواء استثنائية بسبب تفشي وباء كورونا، حيث اختلف «الديكور» كثيرا عن المعتاد، من أجل هدف المشاركة بقوة في التدابير الوقائية لكبح العدوى.
فقد غابت الزيارات العائلية بشكل كبير وكانت وسائل الاتصال عبر الهاتف ومختلف التطبيقات السبيل الأمثل للتواصل بين أفراد العائلة بهذه المناسبة الدينية، حيث تفهم المواطن ضرورة المرور بهذه المرحلة، أي الحجر المنزلي، لعودة الأمور إلى طبيعتها في أقصر مدة ممكنة.
الصبر لأيام وتقليص الحركة، إضافة إلى إتباع تدابير وضع الكمامة، التباعد الاجتماعي واحترام توقيت الحجر المنزلي، ستعطي نتائج ملموسة في الميدان، وهو ما أثبتت الدراسات فعالية مثل هذه التدابير في حال احترامها بدرجة عالية.
ونشطت ربات البيوت وتفنـنت في تحضير الحلويات المختلفة التي رافقت يوم العيد وزيّنت الموائد وأعطت المناسبة نكهتها (ولو بنسبة أقل بكثير)... فيما تبادلت أخريات صور الحلويات في «مراسلات» عبر الهواتف الذكية... والتي أعطت «جرعة أوكسجين» للمناسبة عن بعد.
وصبت جل الآراء في منحى تفاؤلي في تجاوز الأزمة الصحية والعودة إلى نشاط عادي عن قريب... ومرور العيد بهذه الأجواء الاستثنائية يدخل ضمن الخطوات التي تقدم لنا أمالا لتخطي الخطورة.. ولن يكون هذا الا بصرامة في تطبيق التدابير بحذافيرها.
كما أن التوزيع المجاني للكمامات يساهم، بدون شك، في استخدامها بشكل أوسع، إضافة الى ضرورة «مرافقتها» بالوعي أمام خطورة الفيروس الفتاك الذي غيّر حياة الإنسان في كل المعمورة.
واستحسن المواطن هذه الإجراءات فـ»الفرحة في القلوب»، حيث قال لنا كهل تحدثنا معه من مسافة تعدت المترين وهو يرتدي الكمامة ويسير ببطء في صباح اليوم الأول للعيد: «العيد فرحة كبيرة لنا وهذه المرة أثرت أزمة كورونا على تحركاتنا وعاداتنا... لكني أتفهم الوضع والمشاركة في المجهود العام لكبحها يعتبر أولوية، فقد تلقيت مكالمات من أبنائي بالفيديو وتبادلنا التهاني، وأنا جد مرتاح... المهم أن يصبح وباء كورونا من الماضي قريبا لننعم بأيام جميلة مع الأبناء والأصدقاء في ظروف أحسن بكثير».
لذلك، فإن النظر للمستقبل يكون ضمن رؤية واضحة في اتباع التدابير واحترامها لكي نصل إلى أرقام تعطينا التفاؤل بتراجع العدوى... وتتضاءل نسبة الحالات ويتقلص عددها التي تضطر للتوجه الى مختلف المستشفيات، مما يعني «إراحة» الطواقم الطبية من الضغط الذي تعيشه منذ عدة أسابيع.