رغم الظروف الاستثنائية خلال رمضان الفضيل وإحياء عيد الفطر المبارك، الذي كان باهتا واستثنائيا هو الآخر، بعدما حرمنا فيه تبادل الزيارات وصلة الأرحام بسبب الوباء، كما حرمنا صلاة العيد وقبلها التراويح في بيوت الله المغلقة بسبب جائحة «كوفيد-19»، إلا أن كل هذا لم يكن كافيا - للأسف - ليتعظ البعض ويلتزموا بإجراءات الوقاية. وبسبب هؤلاء المستهترين قد لا يكون الوضع أحسن في عيد الأضحى المبارك -لا قدر الله-؟
كيف لا وقد شهدنا بعض المظاهر المؤسفة والتصرفات غير المسؤولة يومي عيد الفطر من بعضٍ وهم يتبادلون القبلات ويأخذون بعضهم بالأحضان وكأننا في أوضاع عادية؟ ألا يعلم هؤلاء أنّ في المستشفيات والمصحات أطباء وممرضون لم يبرحوا أماكن عملهم ولم يلتقوا أهاليهم وذويهم منذ أكثر من شهرين بسبب هذه التصرفات الطائشة التي ساهمت في انتشار الجائحة بين الناس؟، بل أكثر من ذلك تسببوا في قتل أقرب المقربين منهم؟.
إن هؤلاء لم تُـجدِ معهم نفعا كل حملات التوعية والتحسيس والدعوة بالتي هي أحسن وتبيّن أنهم لا يفهمون إلاّ لغة العقاب وضرب الجيوب، حينها فقط سيلتزمون بإجراءات الوقاية وسيلزمون بيوتهم، ماعدا ذلك لن نخرج من هذه الدوامة المفرغة وسيفسد هؤلاء على الجزائريين عيد الأضحى، كما أفسدوا علينا رمضان وفرحة الفطر؟
في ظل عدم التوصّل إلى لقاح ولا دواء لهذا الداء، الذي شذّ عن كل القواعد، سنجد أنفسنا مضطرين إلى استئناف الحياة وبالتالي التعايش معه وستصبح سلوكات الوقاية روتينا يوميا والكثير تعوّد عليها، مثل الغسل المتكرر لليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الطبية... إلخ، ولدينا في بعض الدول عبرة، خاصة تلك التي لم تضطر اللجوء إلى فرض الحجر الصحي واكتفت بهذه التدابير الوقائية والأمور على ما يرام بفضل انضباط الشعوب لهذا لم تتضرر اقتصاديا، بينما أصبحت صناديق الموتى مشهدا يوميا في دول أخرى بسبب التراخي والاستهتار، ناهيك عن الانهيار الاقتصادي ولنا في كلاهما درس وعبرة وعلينا أن نختار في أي الفريقين نكون؟.