كلمة العدد

الاعتماد على الذات..

جمال أوكيلي
27 أفريل 2020

لم تتوان الكفاءات والمهارات الجزائرية في الإنخراط الفوري في مسعى مكافحة وباء كورونا بما كسبته من خبرة مهنية ثرية مصدرها الجامعات، المعاهد، والمدارس العليا عبر مخابرها العلمية تعززت بقيمة مضافة بارزة الا وهي التجربة الفريدة لمراكز التكوين المهني ومبادرات فردية نادرة في مجال التكنولوجيا لأشخاص من ذوي الإختصاص على مستوى كامل التراب الوطني.
هذا الإلتزام غير المسبوق تجاه تحمل المسؤولية لوضح حد التفشي «فيروس كوفيد ١٩» نابع أساس من القناعة العميقة لصناع الحياة، في وضع كل ما بحوزتهم من معرفة في خدمة بلدهم، خاص في الظروف الاستثنائية التي تستدعي أن يفتق الفرد عبقريته حتى يكون في مستوى الحدث، وتكييف بسرعة، وفي زمن قياسي مع المستجدات وفق ما يتوفر عليه من وسائل العمل.
وهذا التشخيص المسجل حاليا يترجم فعلا ميلاد إرادة خارقة في الاعتماد على الذات وبروز ثقافة جديدة في استثمار خاصية العلم في الأحداث غير المنتظرة أو المفاجأة التي لا نتوقعه بحكم عد اعتبارات خارجية لا نتحكم فيها لما تأثيرات مباشرة مثلما هو الوضع الصحي في العالم، في الوقت الراهن بلدان كانت تدعي بأنها نموذج في العلاج وجدت نفسها وجها لوجه مع واقع كل تلك الإدعاءات.
هذه الأزمة ولدت الهمة لدى الجزائريين الذين سارعوا إلى مساعدة السلطات العمومية، وهذا باندماجهم دون تعطيل في كل العمليات ذات الأبعاد الإنسانية من خلال الاستغلال الأمثل لما يتوفرون عليه من إمكانيات مادية وبشرية تتماشى مع الحالة الراهنة، وتستجيب لكل المتطلبات المفروضة.
ولم تتأخر أبدا الدوائر العلمية في إنتاج السوائل المطهرة بكميات هائلة وزعت على الجهات المعنية، مجندة كل طواقمها لاقضاء على الندرة في مقابل ذلك تحركت مخابر البحث العلمي قصد وضع أجهزة الكشف والتنفس والقياس في خدمة المرضى، وبالتوازي مع ذلك انطلقت آلات الخياطة في إنجاز الكممات تجاوزت المليون كما تحولت دور الشباب إلى ورشات لإنتاج مختلف أنواع الألبسة الوقائية.
هذه الهبة العلمية والمهنية تحتاج منا إعادة تقييمها مابعد مرحلة كورونا، وكذا تثمينها باتجاه ضبط بدقة توجهاتها في مجال الإختصاص على أساس سياسية عمومية جديدة تدرج في ثناياها كل هذا الكم الهائل من المكاسب المتحصل عليها بادراجها في منطق جديد القائم على ترقية تجربة الإعتماد على الذات في قطاعات أفرزها وباء كورونا، وفرض على كل من يتواجد عبر تلك الفضاءات السالفة الذكر التكيف مع الأحداث مهما كانت طبيعتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024