كلمـة العـدد

العود إلى العمل

سعيد بن عياد
25 أفريل 2020

يتوقع ان تكون كلفة الفيروس التاجي على الاقتصاد باهظة جراء توقف انشطة تجارية واستثمارية وتعليق مشاريع وتعطل قطاعات رافعة للنمو مثل النقل الجوي والبحري للمسافرين والبري بفعل الحواجز الصحية لوقف تفشي الوباء أبرزها الحجر الصحي والمنزلي.
لذلك كان النمو بكل بنيته القاعدية من جهاز للانتاج وباقي حلقات السلسلة الاقتصادية احد الانشغالات الاولى الى جانب الانشغال المحوري لمواجهة وباء فيروس كورونا للحد من خطورته ما اقتضى حتما اتخاذ الاجراءات الاحترازية كخطوة اولى استعجالية الى حين اتضاح الرؤية لاعادة ترتيب المعادلة الصحية الاقتصادية.
في ضوء المؤشرات الراهنة منذ ارساء منظومة مواجهة الوباء تم اعتماد تعديل لمواقيت الحجر الصحي مواكبة لمتطلبات شهر رمضان الفضيل بما يسمح للمواطنين بقضاء حاجياتهم الحياتية اليومية وتحرير قطاعات ذات صلة بالمناسبة سواء انتاجية لمواد استهلاكية او تسويقية مما ينعش دواليب الاقتصاد.
وفي ظل منظومة وقائية واحترازية تقطع دابر العدوى بدات تظهر نجاعتها ينبغي ان تواكب المؤسسات الاقتصادية والمرافق الادارية ذات الصلة بخدمات لها ارتباط بالنشاط المالي والجبائي مثل الشهر العقاري والمحاكم التجارية والعقارية هذا التطور باستئناف العمل بتكييف مناهج العمل والخدمة واحترام التباعد الى غيرها من وسائل دفع خطر الفيروس.
هذا الاخير بعد مرحلة الصدمة يتجه للتعايش مع المجتمعات بالنظر لغياب علاج لقاحي يتوقع الوصول اليه حسب خبراء بنهاية السنة الى الاقل، ما جعل حكومات في الشرق والغرب تسارع الى تدارك العجلة الاقتصادية قصد اعادة تحريكها، وهو ما لجات اليه الجزائر من خلال مراسلة وجهها الوزير الاول كل القطاعات منبها الى ان اعتماد الحواجز الصحية لم يكن يقصد منه توقيف الحركة وتعطيل النشاط مؤكدا على اعادة التموقع في ظل الظرف الطارئ وفقا لمعادلة متوازنة بين الوقاية والعمل.
ولوحظ تطبيق غير دقيق للترتيبات بحيث سجلت مبالغة في التخلي عن مواقع العمل وربما كان الامر مفهوما في بداية الصدمة الى درجة ان بعضهم تخفى وراء الظرف للتغيب بذريعة العمل عن بعد خاصة في مؤسسات خدمات واعلام علما ان العمل عن بعد له قواعد ومعايير لقياس مردوديته من حيث الإنتاج والإنتاجية علما انه هناك غياب برمجيات لمراقبة ومتابعة العمل عن بعد.
حقيقة ينبغي التزام قواعد الحيطة من فيروس البطالة والانتهازية في عالم الشغل بنفس درجة الوقاية من كوفيد – 19 وهو ما حرصت عليه شريحة من الذين بقوا اوفياء لمواقع الانتاج في اكثر من قطاع بما في ذلك القيام بالصيانة لتلك التي توقف أداؤها وفي الأطباء المثال الأكبر في الخلاص والعطاء، الى درجة طبيبات حوامل لم تتخلّين عن مواقعهن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024