لا يزال أفراد الجيش الوطني الشعبي يواصلون فتوحاتهم في الأرض وفي السماء، بعيون ساهرة تحرس الحدود الشاسعة تراقب المعابر والمنافذ وبقدرات عالية ينفذون إلى أقطار السماء، يقطعون القارات على نفس واحدة يجلبون العدة والدواء، ثم العودة إلى الديار دون انتظار يسابقون الزمن سالمين غانمين هم أبناء مؤسسة عريقة قوية برجالاتها ونسائها، متماسكة بأبنائها، حاضرة في كل الأزمات والمحن.
تقف سلالة جيش التحرير على شرفات الوطن الذي عاهدوا الله على حمايته والدفاع عنه إلى آخر رمق، لا تخيفهم المسافات ولا تحتويهم الأمكنة الواحدة، شعارهم في كل الأوقات : «لبيك يا جزائر الفداء «.
عبر أربعة رحلات جوية إلى الصين الشقيقة، ساهم أبناء الجيش في وضع لبنات خط الحرير بين البلدين، رافعين التحدي من خلال قطع عشرات آلاف الكيلومترات، مساهمين في خلق أفق جديدة للتعاون المشترك وليس ذلك عليهم بعسير.
في الضفة الأخرى، يقف الجيش الأبيض من أطباء، ممرضين وعاملين بالقطاعات الاستشفائية بمختلف رتبهم على الخطوط الأولى من الموت، بإيمان مهني في أعلى مستوياته، وبضمير سلم أمره للخالق، يقابل ملائكة الأرض بصدور عارية عدو البشرية المشترك، يرفعون عن المرضى اختراقات خطيرة من كوفيد- 19، ويتسللون داخل غرف مغلقة مع عدو قاتل لا يرحم لا يخشون الفزع، ولا يثنيهم التعب عن تحمل مشاق مقاومة وإبادة الفيروس القاتل، بعيدين عن الأهل والخلان.
«الجيشان»، جنبا إلى جنب، كل فرد في محيط دفاعه، لا يتوانى الواحد منهما في تقديم الدعم اللوجيستي ومساعدة الآخر بكل ما يحتاج إليه، ورغم الإصابات بفيروس كورونا، يظل الجنود البيض في المقدمة، لا يتوانون في مواجهة الوباء سلاحهم الضمير المهني والإخلاص للمهنة، مستمدين قوتهم من الصور التضامنية الرائعة التي تصنع كل يوم.