كان الجزائريون عموما والواقفون في الصفوف الأولى لمكافحة الوباء، من أطباء وممرضين وأعوان إلى جانب الأسلاك الأمنية، في حاجة ماسة إلى خطاب هادئ مطمئن، بعيدا عن التهوين والتهويل، لكن حاملا قدرا من العزم على مجابهة الأزمة الصحية، وعدم الاستسلام وهو ما جسدته خرجة رئيس الجمهورية الأخيرة.
تميزت الجزائر بتناول الأمور بهدوء، بعيدا عن الهلع والفزع، فكانت السلطات العليا صريحة حيال الوضع الى أبعد الحدود، ولم يثنها الوضع عن نشر كل الحقائق والمستجدات المتعلقة بالوباء، مثلما هو الشأن بالنسبة لعدد الوفيات.
ويشهد أهل الاختصاص من أطباء، بأن الجزائر من الدول القليلة جدا التي تجري تحاليل على الموتى للتأكد من سبب الوفاة، الفيروس أم لا.
وإذا كانت دول أخرى خاطبت شعوبها بأسلوب يميل إلى القسوة وإن صنفته في خانة الموضوعي والصريح، مثل دعوة مواطنيها إلى الاستعداد إلى فراق الأحبة، فإن الجزائر التي تعاني من الفيروس الفتاك، فضلت انتهاج مقاربة تعتمد خطابا صريحا ومطمئنا، بتفضيل أسلوب الترغيب على الترويع، وهي نقطة إيجابية.
تصريحات رئيس الجمهورية التي أكد من خلالها العمل على مواجهة الوضع الصعب دون هوادة، جاءت مؤازرة للأطباء والعاملين في المستشفيات الذين يقفون في الصفوف الأولى مواجهين الموت، مطمئنا المواطنين، لاسيما وأن خرجته كانت عشية بلوغ الذروة المتوقعة.
كما سار الطاقم الحكومي على نفس النهج، فوزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، شدد على ضرورة احترام الحجر الصحي وحظر التجوال، متوقعا ارتفاعا في عدد الإصابات مع الذروة دون تهويل، منسجما مع مستجدات انتشار الفيروس.
اعتماد خطاب هادئ، لا يعني بأي حال من الأحوال التهوين أو التراخي؛ ذلك ان الدولة ما فتئت تقر إجراءات لمحاولة الحد من الوباء وآثاره، على أن يلعب المواطن الدور الذي يقع على عاتقه، من احترام للتباعد الاجتماعي، الحجر، حظر التجوال، وهي مسألة لا يزال فيها تقصير من البعض، معرضا نفسه وأسرته للخطر ويقلل من فرص التحكم في الفيروس.