للأسف «قيييو»، هي عبارة تعكس مدى قلة وعي بعض الشباب الذين يعتقدون أننا في وقت يسمح بلعب لعبة القط والفأر أو «الغميضة» مع مصالح الأمن، التي تأخذ في الانتشار ومنذ اللحظات الأولى في دوريات راجلة وراكبة لفرض احترام الحجر المنزلي، حفاظا على أرواح الناس وسلامة العائلات من هذا الوباء الخبيث، الذي شذّ عن كل القواعد ويبقى «الداء الذي ليس له دواء»؟ ولم يترك لنا من منفذ إلا الوقاية والوقاية فقط والالتزام الصارم والجدّي بتعليمات ونصائح الأطباء ومن أنجعها التباعد الاجتماعي ولزوم البيوت لعزل الفيروس، ماعدا ذلك فلن نخرج من الدائرة المفرغة التي ينتشر بها، ففي الوقت الذي اعتقدنا فيه أن الصين تخلّصت من «كوفيد-19» نهائيا، هاهي تسجّل حالات جديدة، مما يؤكد أن هذه الجائحة لن تنتهي، مادام هناك اختلاط واحتكاك بين الناس، لهذا لجأت كل دول العالم إلى الحجر الصحي المنزلي لقطع حلقات السلسلة الجهنمية للفيروس؟
إن بعض الشباب يعتقدون، للأسف، أن الوقت مناسب للدعابة، بينما لا يدركون ما يتعرضون له وما يتعرض له ذلك الدركي أو الشرطي من أخطار مميتة وهو يجوب الشوارع والأحياء من أجل أن تكون أنت في منزلك وفي مأمن من شرور هذا الوباء، لهذا علينا تشجيعهم ومساعدتهم على أداء مهامهم وليس محاولة إحباط معنوياتهم أو التقليل مما يقومون به؟
«قيييو»... وعلى عكس ما يتصوّر البعض على أنها مجرّد مزحة، فإنها ستخلق متاعب كبيرة للسلك الطبي وستزيد من قوافل المصابين بالوباء ومن أعداد الضحايا، لأن الاستهتار بإجراءات الوقاية وعدم أخذ نصائح الأطباء وتعليماتهم على محمل الجد، جعل دولا كبرى تمتلك منظومات صحية بسمعة عالمية، تقف عاجزة تعدّ مصابيها وضحاياها كل يوم وتستجدي المساعدة والعون من الخصوم قبل الأصدقاء؟
لسنا وحدنا في هذا العالم ولا يمكننا أن نكون أحسن من الآخرين، علينا أن نلزم بيوتنا. وقبل أن نأخذ ذلك على أنه حجر صحي أو تعليمات تنقص من حريتنا، فلنأخذه على أنه هدي نبوي شريف. فالرسول عليه الصلاة والسلام قال قبل 14 قرنا، إن «تسعة أعشار العافية في اعتزال الناس» وقال عليه الصلاة والسلام «فليسعك بيتك» وهذه كلها وصايا نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام وهذا ما يطالبنا به الأطباء والمختصون لاجتناب العدوى، أفلا يكفينا كل هذا لنبقى في بيوتنا حتى تنتهي هذه المحنة بسلام أو بأقل الأضرار على الأقل؟!