فتاوى المعبد وكذبة «غيلاس»

نورالدين لعراجي
01 أفريل 2020

ما نعيشه اليوم من تغيير في الاعراف الدولية والدبلوماسية، يشبه الى حد كبير تلك الحرب الصامتة، الخالية من القوى الكلاسيكية المعهودة، حرب بيولوجية، لم تشهد الانسانية مثلها قاطبة، لا تحتاج الى وسائل الدفاع الجوي، ولا الى ارضية الميدان.
هي أنموذج لسيناريوهات، كانت السينما الهوليودية، سباقة لها، على شاشتها احيكت المشاهد، وعلى ارضيتها كانت العقدة والحلول، كل فصول المؤامرة تمت هناك، قبل ان تمتد الى الواقع، لتشهد اخر فصول النموذج الحديث للحروب، بنى عليها الغرب أفكاره التوسعية، لاحتلال العالم، والهيمنة على موارد الحيوية، بحثا عن المياه واليورانيوم. بدأت بوادر الحرب البيولوجية تسطر مشاهدها، من غير ان يستوعبها العقل البشري، ولعلنا نجزم اليوم بعد وصول «كورونا « الى معاقل هذه الدول، واستفحال الوباء هتكا وانتشارا، لم يكن أمامها، سوى الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع، وتجرع سموم الكأس التي سقت بها شعوبا غيرها.
خرجة البرلمان الاوروبي الاخيرة، بتقديم مساعدات لبلدين متجاورين وشقيقين ومنع الجزائر من هو استفزاز، وذريعة لذر الرماد في الاعين، وقد عهدنا مثل هذه التصرفات الحقيرة في ايام الحراك الشعبي، وحاشا ان تمد الجزائر يدها للغير.
سبق وان استعمل البرلمان منبره، لضرب استقرار البلد، والتدخل في شؤونها، وهاهو اليوم يتجرع سكرات موته البيولوجي، بعد ما ادار ظهره الى ايطاليا، وهي تتخبط في جنازة أزلية لم يكتب التاريخ لها مثيلا، ولا يزال يئن حسرة لمغادرة بريطانيا الفضاء الاوروبي، وهاهي المانيا على نفس الخطى، تمضي الى انهاء تحالف الوهم، بعدما ادركت ان فواعل الفضاء الدولي ستتغير بعد ازمة « كوفيد 19 «، ولا جدوى للبقاء تحت قبة لا تصلح لتأبين الضحايا، فكيف تصلح للصلاة والسياسة.
الخرجات المسمومة ليست وليدة اليوم، وليست بعيدة عن دوائر الشر في فرنسا، ومن خلالها بعض المرتزقة في الداخل، فهي تمتد إلى اشهر، حيث راحت تنفث سمومها، في كل فرصة تراها مناسبة، أخرها هذيان معبدها في القناة التلفزيونية إياها، وهي تستضيف واحدا من اهم الحاقدين على الجزائر، يلهث وراء الهبة والهدية، التي تدفع له من وراء البحر، حتى وان سئل عن تاريخ ميلاده، فإنه يقحم لسانه الوقح للحديث عن الجزائر ومؤسستها العسكرية كذبا وافتراء.
الجزائر التي انتصرت على العصابة بالأمس، واستطاعت بفضل سلمية حراكها الشعبي اختيار ملامحها الجديدة، لن تؤثر فيها فتاوى المعبد، ولم تمنعها اباطيل الكهنة، فكيف تزعجها، كذبة فرنسيس غيلاس في اليوم العالمي للكذب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024