نجاة الجميع مرهونة بالبقاء بأمان بعيدا عن الفيروس الذي يفتك بالمعمورة، متكاثرا، متفشيا، و منتقلا من-وبالإنسان إلى الإنسان. هذا العدو القاتل الصامت الفتاك، الذي اجبر سكان دول العالم على البقاء في منازلهم ، وحجر أنفسهم من باب الوقاية و الحيطة و الحذر ، وضعية صعبة، وأوقات فراغ طويلة يحاول الكثير استغلالها من خلال تتبعه لأخبار «الغازي كورونا» وارتفاع عدد ضحاياه، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة.
تتفرق الآراء و ردود الفعل بين خائف و مستهتر، وناقم على هته أو تلك من القرارات المتخذة أو السلوكيات المسجلة، لتعلو نداءات الكثير من المثقفين و رجال العلم داعية « المواطنين والمواطنات لالتزام بيوتهم، و الحفاظ على سلامة الجميع من خلال تطبيق توجيهات النظافة واحترام المسافة الصحية بين الأشخاص و غيرها».
إضافة إلى هذه التعليمات و النداءات عمد العديد من المثقفين إلى خلق نقاشات ومشاركة مواقع ثقافية تعرض روايات وقصصا وأشعارا يمكن تحميلها وتصفحها على «الانترنت «، و كذا مواقع عالمية تقدم عروضا فنية وحفلات موسيقية يمكن مشاهدتها على مواقعها في «اليوتوب» و غيره من» المنصات».
هي مبادرات طيبة تترجم وعي النخبة و حرصها على أداء الدور المنوط بها في التنوير والتثقيف ومساعدة المجتمع في المحن، فالحجر الصحي قد تهون سلبياته إذا ما وجد الفكر ضالته في الثقافة ، وهنا نشجع المواطنين و المواطنات على المطالعة و تتبع المواقع التي تنمي الثقافة العامة و تغذيها و ممارسة الهوايات قدر الإمكان، و الاشتراك في الصفحات التي تقدم كتبا بالمجان أو البرامج التي سطرها بعض المؤسسات الثقافية العمومية و الخاصة خدمة للمواطن و محاولة منها الترفيه عليه و مساعدته على تحمل الحجر الصحي و تفادي الحجر الفكري.
و تبقى النصيحة الأولى والأخيرة و الحيوية أيضا:» لا تخرجوا إلا للضرورة القصوى.. ومن لزم داره فهو آمن.